وبحسب البيان الصادر عن إدارة القسم، فإنّ "أسبوع النقد"، "الوفيّ" لالتزاماته إزاء السينما والمهرجان والعاملين في الصناعة والصحافة السينمائيتين، استمرّ في التحضيرات اللازمة لتنظيم دورته الجديدة تلك، المؤجّلة بسبب تفشّي وباء "كورونا"، وإغلاق الصالات السينمائية، وإلغاء دورات مهرجانات دولية مختلفة، أو إقامة بعضها عبر "إنترنت". هذا كلّه انطلاقاً من السياسة الثقافية والفنية للأسبوع، المتمثّلة بـ"تسليط الضوء على المواهب الناشئة، لدعم السينمائيين وصناعة السينما في العالم".
لذا، لم تتردّد إدارة "أسبوع النقد" عن إعلان البرنامج الذي كان سيُعتمد في الدورة المؤجّلة، والذي يتضمّن 5 أفلام روائية طويلة و10 أفلام روائية قصيرة، علماً أنّ الأفلام الطويلة ستُطلق في عروض افتتاحية لاحقة، بينما الأفلام الفرنكوفونية كلّها ستُعرض في الدورة الـ13 (28 أغسطس/ آب ـ 2 سبتمبر/ أيلول 2020) لـ"مهرجان الفيلم الفرنكوفوني في آنغوليم" (فرنسا).
في السياق نفسه، أكّدت "مؤسّسة غان للسينما" ـ المؤسَّسة عام 1987 برعاية المخرج الفرنسي ذي الأصل اليوناني كوستا غافراس، والمهتمّة بدعم تحقيق الأفلام الطويلة الأولى لمخرجيها وتوزيعها، والشريك المخلص لـ"أسبوع النقد" منذ أعوام عدّة ـ رغبتها في دعم صانعي الأفلام الصاعدين، بتخصيص جائزة تحمل اسم المؤسّسة، وقيمتها المالية 20 ألف يورو، ستُمنح في الخريف المقبل لأحد موزّعي الأفلام الخمسة المُشاركة في "الدورة المؤجّلة"، وذلك انسجاماً مع سياستها الثقافية إزاء الأفلام والمخرجين.
أما الأفلام الخمسة الطويلة، فهي: After Love للبريطاني عليم خان، وDe l’Or Pour Les Chiens للفرنسية آنّا كازوناف كامبي، وLa Nuee للفرنسي جوست فيليبّو، وSous Le Ciel D’Alice للّبنانية الفرنسية كلوي مازلو، وLa Terre Des Hommes للفرنسي نائل ماراندن.
يروي الأول حكاية ماري هوسّان، التي تُصبح أرملة إثر الوفاة غير المتوقّعة لزوجها، والتي تُقيم في بلدة صغيرة في جنوب إنكلترا. بعد يوم واحد على الدفن، تكتشف أنّ له سرّاً مخبّأ في مكانٍ ما يبعد عنها 34 كلم فقط، في المنطقة الفرنسية "كالي". ويسرد الثاني حكاية استر، الشابّة الفرنسية المُقيمة في جنوب فرنسا، والتي تتوجّه إلى باريس في نهاية صيفٍ ما، "على خطى حبٍّ موسميّ"، فتعيش قصة رومانسية لم تتوقّعها. ويرتكز الفيلم الثالث على شخصية امرأة أيضاً، هي أم عزباء تجهد لإنقاذ مزرعتها من الإفلاس، فتبدأ بتربية الجنادب الصالحة للأكل، والمعرّضة للخطر، فتتطوّر بينها وبين الجنادب علاقة هوس غريبة. كما أنّ عليها مواجهة عداء فلّاحي المنطقة، وأيضاً انفضاض أولادها عنها بعد أن باتوا "يجهلون" الأم التي يعرفونها ويحبّونها.
وهناك فيلم اللبنانية الفرنسية كلوي مازلو، الذي يعود إلى خمسينيات القرن الـ20، عندما تغادر أليس سويسرا متوجّهة إلى لبنان، حيث تُغرم سريعاً بجوزف، عالِم الفيزياء الفلكية الخبيث، الذي يحلم بإرسال أول لبناني إلى الفضاء. ستنخرط أليس في عائلته، وستعيش معه قصّة حبّ رائعة، قبل أن تندلع حرب أهلية في البلد (1958)، ستُخرب جنّتها. وأيضاً، يتمحور الفيلم الخامس والأخير حول امرأة تُدعى كونستانس، ابنة مزارع تُريد تطوير عمل والدها، بمساعدة خطيبها، لإنقاذ المزرعة من الإفلاس، فتضطر إلى مواجهة كبار المزارعين الذين يتشاركون معها الأرض والسلطة. مع هذا، ستتمكّن من الحصول على مساعدة واحدٍ منهم، قبل أن تفشل مفاوضاتها معه، ما يؤدّي إلى نزاع قوي بينهما.
أما الأفلام القصيرة، فهي: "22 أغسطس هذا العام" للكندي غراهام فوا، وTowards Evening لتيمور هاجيياف (أذربيجان)، وDustin للفرنسية نايلة غيغيه، و"غريبة" للإسبانية لوتشيا ألينار إيغليزياس، وGood Thanks, You? للإنكليزي مولّي مانينغ واكر، وHumongous لليابانية آيا كاوازوي، وMalbeek للفرنسي إسماعيل جوفروا شاندوتي، و"مارلون برانجو" للهولندي فانسان تيلانوس، و"مناركا" للبرازيلية ليلّا هالّا، وWhite Goldfish للبلجيكيين يان وراف رووسنس.
إلى ذلك، كتب شارل تيسّون، المندوب العام لـ"أسبوع النقد"، مقدّمة لـ"كاتالوغ" المهرجان، ذكر فيها أنّ إدارة القسم ستحاول مواكبة إطلاق العروض الافتتاحية للأفلام الروائية الطويلة الخمسة، مُذكّراً أنّ التقليد السنوي يتمثّل باختيار 11 فيلماً طويلاً، لكنّ الظرف استثنائيّ هذا العام: "مرافقتنا لتلك الأفلام (عند إطلاق عروضها الافتتاحية في الصالات) شكلٌ من أشكال الدعم التي يُقدّمها القسم، والتي تُعرض للجمهور".
يُذكر أنّ "أسبوع النقد" بدأ عام 1962 باسم "الأسبوع الدولي للنقد" (قبل أنْ يُحذف "الدولي" عام 2008) ضمن مهرجان "كانّ"، وأنّ "النقابة الفرنسية لنقّاد السينما" أسّسته، بهدف "السماح للنقد الفرنسي بالدفاع عن الخلق السينمائي الشاب، واكتشافه بطريقة جيّدة، والاستمرار في الكشف عن سينمائيي العالم برمّته".