قدّمت إقبال بعضاً من قصائدها، وهي تستقصي مستويات المعرفة والحس الصوفي، ضمن منجز شعري مفتوح على بعد لساني مزدوج وبوعي خاص بالقصيدة واستعاراتها، حيث قرأت:
"وقال لي: أسلمي..
شيخاً لك أكونُ،
يُغنيك عمن سواه
وعلى درب الحقيقة
أقودك.
وقال لي
اخلعي نعليكِ
تجردي
من كل ما هو سواك
استسلمي لحكمتي،
واقتفي أثري.
وقال لي
نظري لن يحيد عنك،
أبداً، لن تهلكي
ولتغمضي،
لأن عيني
من الآن فصاعدا
مفتوحتان عليكِ".
عكست اختيارات بنكيران صوت المرأة المبدعة المنشغلة بقضاياها في الحياة في سياق تجربتها في الزجل الشعري المغربي كما في قولها:
"القْلَمْ... جْفْ مْدادُو
والحَرف... هْجَرْ وْتادُو
بعدمَا كان... يْدفَّقْ مَا
والكلام ينزل...خيطْ مَنْ سْمَا..".
أما دامي عمر، صاحبة ديوان "معابر المحو"، فقرأت قصائد من تجليات فعل "الكينونة" عبر اتكاء على رهان اللغة وإمكاناتها اللامحدودة، ومن أبرز ما قدّمته:
"أنمو خارج دوائر الصخب
لأن القصيدة أوركيدة
تتفتح في صمت البراري
في الهدأة المشتهاة
وحين تمتشق ربيعها
أُراوِح الصمت
وأندس في زحام الشوارع
أهيئ لعزلتي القادمة
كما تهيئ الأمهات مؤونة الشتاء..".