"أليس" في بلاد آجاثا كريستي والعثور على القاتل مشنوقاً

06 أكتوبر 2014
الخيمة حيث وجدت الشرطة جثّة المشتبه به/ جيتي
+ الخط -
تزداد قضية الفتاة أليس تعقيداً، وذلك مع العثور على جثّة أرنيس زالكالنز، المشتبه به الرئيسي، في غابة منتزه "بوستن مانور" غرب العاصمة البريطانية لندن، يوم السبت الماضي عند الساعة الثانية من بعد الظهر.

وبحثت الشّرطة عن زالكالنز بعد اختفاء أليس في 28 أغسطس/آب، واختفائه غير المبرّر بعدها بأسبوع، بسبب مشاهدته على كاميرات المراقبة، على دراجته الهوائيّة في ذات المكان، الذي شوهدت فيه أليس لآخر مرّة، وكونه حوكم بالسجن سبع سنوات في بلده الأصلي لاتفيا، بجريمة طعن زوجته حتى الموت.

الشرطة ترجح أنّ يكون زالكالنز، قُتل منذ أسابيع، بسبب تحلّل الجثّة والحالة المريعة التي وصلت إليها. نُقلت الجثّة من المنتزه يوم الأحد وأودعت في مستودع للجثث، على أن يتم تشريحها لاحقاً.
على الرّغم من غياب الأدلة الرسمية عن هويّة صاحب الجثّة، بيد أنّ إسكوتلانديارد تؤكّد أنّها تعود إلى زالكالنز.

أشارت التقاريرإلى أنّ الرجل وُجد مشنوقاً، في غابة على بعد ميل واحد من قناة "جراند يونيون"، حيث شوهدت أليس على كاميرات المراقبة للمرّة الأخيرة، قبل ما يزيد عن شهر تقريباً، في طريق عودتها إلى المنزل سيراً على الأقدام في منطقة هانويل غرب لندن.

وزار ستيفن باوند نائب منطقة شمال إيلينغ، منتزه بوستن مانور، حيث عُثر على جثّة زالكالنز، الذي اختفى في الثالث من سبتمبر/أيلول، أي بعد مضي أسبوع على اختفاء أليس. وتوجّه بعدها إلى منزل عائلة الفتاة لمواساتها على مصابها الأليم.

العثور على جثّة زالكالنز أثار المزيد من التساؤلات حول ماهيّة البحث، الذي أجرته الشرطة لمدّة ما يزيد عن شهر، في المنتزه وكيف غفلت عنها طوال هذه المدّة؟

قال باوند، إنّ على الشرطة أن تُجيب عن أسئلة بالغة الأهميّة وتبرير هذا التأخير الغامض. من جهته، عبّر جون أوكونور القائد السابق للقوات العسكرية، عن دهشته من طول المدّة التي استغرقتها الشّرطة في العثور على زالكالنز. في المقابل، قال الناطق بلسان الشرطة، إنّ القوّات المسؤولة عن عمليّة البحث كانت على يقين أنّها ستتعرّض للانتقاد نتيجة التأخير، غير أنّها تفضّل التزام الصمت في الوقت الرّاهن.  

وفي سياق متصل، وعد ديفيد كاميرون رئيس وزراء بريطانيا، بالتدقيق في جميع الظروف والأوضاع المحيطة بالجريمة، كما وصف الحالة بالمريعة والمثيرة للاشمئزاز. وقال إنّ أي شخص لديه ابنة سيشعر بالغثيان والتقزّز، ممّا حدث وما تعانيه عائلة الفتاة المسكينة.

اللافت أن عمليّة البحث عن أليس، تعد أكبر عمليّة من نوعها منذ تاريخ 7/7 الذي يعود إلى الاعتداء الإرهابي الذي أصاب وسائل النقل في لندن، بأربعة تفجيرات في السابع من يوليو/تموز 2005. على الرغم من ذلك ومن توفّر نحو 600 عنصر من الشرطة، إضافة إلى فرق الغطس، عجز هؤلاء عن إنقاذ الفتاة أو حتّى العثور عليها، قبل انقضاء ما يزيد عن شهر، في منتزه، قيل إنّ الشرطة مشّطته بالكامل، وقد غاص الغطاسون في النهر إلى قاعه، ليكتشفوا بعد ذلك أنّ جثّة المراهقة تتحلّل في قاع النهر طوال ذلك الوقت.

وبالكاد هدأت ثورة الرأي العام حول تقصير الشرطة، والعثور المتأخّر على جثّة الفتاة، حتّى ظهرت حقيقة أخرى، ألا وهي جثّة المشتبه به الرئيسي زالكالنز في خيمة في منتزه، يبعد ميلاً واحداً عن المكان الذي شوهدت فيه أليس للمرّة الأخيرة. 

المساهمون