06 نوفمبر 2024
"أنا أكره العرب، إذاً أنا موجود"
في معرض ردّ روغيل ألفر، أحد كتّاب الرأي في صحيفة هآرتس الإسرائيلية، وهو والد شاب يعاني من التوحّد، على سؤال ابنته عما إذا كان يمكن أن يكون شقيقها عرضة لعملية قتل بدم بارد كالتي تعرّض لها الشاب الفلسطيني إياد الحلاق الذي يعاني هو أيضًا من التوحّد برصاص عسكر إسرائيليين في القدس المحتلة؟ أجابها أن ذلك غير ممكن لكون شقيقها يهوديًا، في إشارة صريحة إلى أن إياد قتل لمجرّد كونه عربيًّا. وفي العُرف الإسرائيلي التقليديّ "العربي الجيّد هو العربيّ الميّت"، أو كما صاغت ذلك الباحثة في الشؤون الثقافية حفيفا بدايا "أنا أكره العرب، إذًا أنا موجود".
سكّت بدايا هذه الصيغة ضمن مسلسل تلفزيوني وثائقي، أعدّه وأنتجه الكاتب رون كحليلي في أواخر 2019، وبُث على مدار ثلاث حلقات، وتمحور حول موضوع كراهية العرب، وخلص إلى أن هذه الكراهية تشكّل الإجماع الإسرائيلي القومي الأبقى، والمركّب المركزي الأبرز في هوية المجتمع اليهودي في دولة الاحتلال. وهو الإجماع الأبقى لسببين: عملية التنشئة الاجتماعية، والقدر المفرط من نزعة التمحور حول الذات ورفض الآخر. وثمة الكثير مما يمكن قوله بشأن السببين فيما يتصل بتشريح نفسية ذلك المجتمع.
وإذا ما ركزنا تحديدًا في أدب النشء الجديد، في الوسع استعادة نتائج استطلاع أجراه الأستاذ الجامعي والباحث في شؤون التربية، أدير كوهين، بين طلاب الصفوف الرابعة والخامسة والسادسة في المدارس الابتدائية اليهودية في حيفا، وأرفقها بمقدمة كتاب له عن انعكاس شخصية العربي في أدب الأطفال العبري (صدر عام 1985 بعنوان "وجه بشع في المرآة"). وطُلب من المستطلعين أن يتطرقوا إلى خمسة موضوعات: التداعيات التي يثيرها سماع كلمة: عربي؛ كتابة قصة أو وصف قصير أو موضوع إنشاء حول لقاء مع عربي؛ تلخيص كتاب قرأوه وينطوي على وصف للعربي وشرح مؤثراته عليهم؛ محاولة شرح أسباب "النزاع مع العرب"؛ المجاهرة بآرائهم فيما إذا كان إحراز السلام ممكنًا وفيما إذا بالإمكان إنشاء حياة صداقة وتعاون مع العرب.
كانت مستحصلات الاستطلاع ما يلي: مستوى الخوف من العربي عال بشكل مذهل، ففي أكثر من 75% من الإجابات ترافقت شخصية العربي مع "خاطف الأولاد" و"القاتل" و"المخرّب" و"المجرم" وأشباه ذلك؛ تنميط شخصية العربي بشكل سلبي، كما هو مكرّس في أدب الأطفال العبري، طاغ على إجابات الطلاب في كل الموضوعات التي تطرقوا إليها. ففي حوالي 80% منها تأطرت تشابيه العربي في العبارات التالية: "يعيش في الصحراء"، و"صانع الخبز"، و"يلبس الكوفية"، و"راعي البقر"، و"ذو سحنة مخيفة"، و"في وجهه ندبة"، و"قذر ونتن"، و"تنبعث منه رائحة كريهة" وغيرها؛ الجهل التام بين أوساط الطلاب اليهود، لشكل العربي وهيئته وهندامه وتاريخه وعاداته. فبعض الطلاب قال إن العرب "هم أصحاب شعر أخضر" فيما أكد آخرون أن "العرب لهم ذيول"!؛ 90% من الطلاب يتنكرون لحق العرب في البلد، ويؤمنون بأنه ينبغي قتلهم أو شنقهم أو ترحيلهم؛ فقط قلائل من الطلاب حاولوا شرح أسباب النزاع مع العرب بقدر مناسب من التفصيل، فيما اكتفى الباقون بجمل مقتضبة ومبتسرة من سياق التاريخ مثل: "إنهم (أي العرب) ينوون قتلنا.. وتشريدنا من البلد.. واحتلال مدننا. وقذفنا إلى البحر"؛ غالبية الطلاب الذين يرغبون في السلام يرون أن "السلام" ينبغي أن يعني تسليم العرب بالسيادة الإسرائيلية على "أرض إسرائيل الكاملة"، بما في ذلك الضفة الغربية وقطاع غزة.
يُطرح السؤال: ألم تخضع هذه النتائج إلى التقادم بعد انطلاق ما تسمى "عملية السلام" في أواسط تسعينيات القرن العشرين الفائت، وما أنتجته من تفاعلات وتأثيرات؟ تؤكد أبحاث كثيرة أن هذه العملية لم تترك تأثيرًا يمكن اعتباره انعطافيًا نظرًا إلى أن تعامل معظم الكُتّاب معها جرى باعتبارها مرحلة استثنائية وخارجة عن المألوف. وستكون لنا عودة إليها.
وإذا ما ركزنا تحديدًا في أدب النشء الجديد، في الوسع استعادة نتائج استطلاع أجراه الأستاذ الجامعي والباحث في شؤون التربية، أدير كوهين، بين طلاب الصفوف الرابعة والخامسة والسادسة في المدارس الابتدائية اليهودية في حيفا، وأرفقها بمقدمة كتاب له عن انعكاس شخصية العربي في أدب الأطفال العبري (صدر عام 1985 بعنوان "وجه بشع في المرآة"). وطُلب من المستطلعين أن يتطرقوا إلى خمسة موضوعات: التداعيات التي يثيرها سماع كلمة: عربي؛ كتابة قصة أو وصف قصير أو موضوع إنشاء حول لقاء مع عربي؛ تلخيص كتاب قرأوه وينطوي على وصف للعربي وشرح مؤثراته عليهم؛ محاولة شرح أسباب "النزاع مع العرب"؛ المجاهرة بآرائهم فيما إذا كان إحراز السلام ممكنًا وفيما إذا بالإمكان إنشاء حياة صداقة وتعاون مع العرب.
كانت مستحصلات الاستطلاع ما يلي: مستوى الخوف من العربي عال بشكل مذهل، ففي أكثر من 75% من الإجابات ترافقت شخصية العربي مع "خاطف الأولاد" و"القاتل" و"المخرّب" و"المجرم" وأشباه ذلك؛ تنميط شخصية العربي بشكل سلبي، كما هو مكرّس في أدب الأطفال العبري، طاغ على إجابات الطلاب في كل الموضوعات التي تطرقوا إليها. ففي حوالي 80% منها تأطرت تشابيه العربي في العبارات التالية: "يعيش في الصحراء"، و"صانع الخبز"، و"يلبس الكوفية"، و"راعي البقر"، و"ذو سحنة مخيفة"، و"في وجهه ندبة"، و"قذر ونتن"، و"تنبعث منه رائحة كريهة" وغيرها؛ الجهل التام بين أوساط الطلاب اليهود، لشكل العربي وهيئته وهندامه وتاريخه وعاداته. فبعض الطلاب قال إن العرب "هم أصحاب شعر أخضر" فيما أكد آخرون أن "العرب لهم ذيول"!؛ 90% من الطلاب يتنكرون لحق العرب في البلد، ويؤمنون بأنه ينبغي قتلهم أو شنقهم أو ترحيلهم؛ فقط قلائل من الطلاب حاولوا شرح أسباب النزاع مع العرب بقدر مناسب من التفصيل، فيما اكتفى الباقون بجمل مقتضبة ومبتسرة من سياق التاريخ مثل: "إنهم (أي العرب) ينوون قتلنا.. وتشريدنا من البلد.. واحتلال مدننا. وقذفنا إلى البحر"؛ غالبية الطلاب الذين يرغبون في السلام يرون أن "السلام" ينبغي أن يعني تسليم العرب بالسيادة الإسرائيلية على "أرض إسرائيل الكاملة"، بما في ذلك الضفة الغربية وقطاع غزة.
يُطرح السؤال: ألم تخضع هذه النتائج إلى التقادم بعد انطلاق ما تسمى "عملية السلام" في أواسط تسعينيات القرن العشرين الفائت، وما أنتجته من تفاعلات وتأثيرات؟ تؤكد أبحاث كثيرة أن هذه العملية لم تترك تأثيرًا يمكن اعتباره انعطافيًا نظرًا إلى أن تعامل معظم الكُتّاب معها جرى باعتبارها مرحلة استثنائية وخارجة عن المألوف. وستكون لنا عودة إليها.