مثل شخصيته وتعابيره المبهجة التي توحي بالأسى، بحسب وصف الشاعر الألماني هاینریش هاینه له، بدت أعمال بيلّيني الـ 11 تقترب في موسيقاها من الهزل قبل أن تنقلب الأحداث وتذهب نحو التراجيديا في أكثر ملامحها مأسوية، هكذا هي قصة نورما التي خانها زوجها لكنها تفديه بروحها.
"متروبوليتان" التي أسّسها الموسيقي الأميركي من أصل ألماني، أوتو هيرمان كان عام 1880 في مدينة نيويورك، افتتحت موسمها الحالي 2017 – 2018 بأوبرا "نورما" والتي تقوم بجولة تشمل عدّة مدن حول العالم، بعد مضي قرابة سبعين عاماً من إنتاجها للمرة الأولى.
تضيء الفرقة في نسختها من العمل الذي أنتجته عشرات فرق الأوبرا العالمية، على السيدة العاشقة التي تقف في وجه خيانة الزوج من جهة، وتقاوم الظلم والطغيان الروماني من جهة أخرى، وتصدح بأغاني بيلليني وأشهرها "كاستا ديفا"؛ أو "الإلهة المطلقة" التي تقول كلماتها: "الإلهة التي تغطيها الفضة، وهذه النباتات العتيقة المقدّسة، والتي تنتقل إلى وجهك الجميل، ولا تغطيك ولا تحجبك".
خلال قرنين تقريباً، وما زال هذا العمل يحيل إلى إسقاطات متعدّدة؛ رجال الدين وتدّخلهم في تكوين المجتمعات وثقافتها، مشاعر الحب المختلطة من انتقام وندم وغفران وتضحية، والصراعات على السلطة ومظاهر الاستبداد المطلق.