نفت"أوبك"، اليوم الإثنين، اتهامات بالتلاعب بأسعار النفط في السوق العالمية، فيما كشفت وثيقة أن "منظمة البلدان المصدرة للبترول" وحلفاءها، مثل روسيا، قرروا عدم إقامة جهاز رسمي، على الأقل على الورق، خوفاً من تداعيات مشروع قانون "نوبك" الأميركي.
فقد صرح الأمين العام لـ"أوبك"، محمد باركيندو، بأن المنظمة لا تتلاعب بأسعار النفط، وقال على هامش مؤتمر لقطاع الطاقة في القاهرة إن "عملنا ليس التلاعب بالأسعار، وبالتالي من الإجحاف اتهامنا بمثل ذلك".
وكان باركيندو يرد على سؤال اليوم الإثنين، عن إقرار لجنة في مجلس النواب الأميركي مشروع قانون يستهدف تخفيضات معروض نفط "أوبك"، علماً أن اللجنة كانت قد وافقت الخميس الفائت على مشروع القانون الذي سيعرض منظمة "أوبك" لدعاوى قضائية بتهمة الاحتكار، لكن من غير المؤكد إن كان المجلس سينظر فيه بكامل هيئته.
وتخوفاً من تشريع أميركي يلوح في الأفق ويُجرّم التكتلات التجارية في صناعة النفط، قررت "منظمة البلدان المصدرة للبترول" (أوبك) وحلفاؤها، مثل روسيا، عدم إقامة جهاز رسمي، على الأقل على الورق.
فمسودة وثيقة تنشئ تحالفاً جديداً وتحمل تاريخ 19 يناير/ كانون الثاني، اطلعت عليها رويترز، تتحاشى بحرص أي ذكر لقضايا حساسة مثل أسعار النفط والحصة السوقية وتخفيضات الإنتاج.
تخفض "أوبك" وروسيا الإنتاج معا لدعم الأسعار منذ 2017، بعد إبرام اتفاق في ديسمبر/ كانون الأول 2016، في خطوات أثارت انتقادات من الرئيس الأميركي دونالد ترامب.
وأقرت لجنة في الكونغرس الأميركي الأسبوع الماضي مشروع قانون مناهض لتكتلات إنتاج وتصدير النفط، معروفا باسم "نوبك".
وتقول المسودة إن "أوبك" وروسيا ستبحثان إنشاء "آلية" وليس "منظمة" عندما تجتمعان يوم 17 و18 أبريل/ نيسان في فيينا، وذلك لإقامة "تحالف بين الدول المنتجة للنفط".
وقال مصدر في "أوبك" من دون إسهاب "تبدو حقيقية. جرى أيضا تحديثها منذ ذلك الحين"، فيما أحجمت وزارة الطاقة الروسية عن التعليق.
وتحدد الوثيقة أهداف التحالف بإقامة "منصة حكومية دولية لتسهيل الحوار" إلى جانب "تعزيز التنسيق في صياغة السياسات الهادفة إلى تعزيز استقرار سوق النفط".
وستتحقق تلك الأهداف عن طريق تطوير فهم الأعضاء للعوامل الأساسية لسوق الطاقة فضلا عن "الحوار الدائم بين الدول المنتجة للنفط"، بحسب الوثيقة.
وروسيا ليست عضوا في "أوبك" وتقول إنها لا تنوي الانضمام إلى المنظمة على نحو دائم. وتنتج أوبك وروسيا معا أكثر من 40% من نفط العالم.
وفكرة إقامة منظمة مشتركة بين "أوبك" وغير الأعضاء مثار جدال منذ انطلاق جهود تحقيق استقرار أسعار النفط.
كان وزير الطاقة الروسي ألكسندر نوفاك، قال في ديسمبر/ كانون الأول إن كيانا مشتركا لـ"أوبك" وغير الأعضاء يبدو مستبعدا بسبب التعقيدات الإدارية الإضافية التي سيفرزها، فضلا عن خطر فرض عقوبات أميركية بدعوى الاحتكار.
وتذكر مسودة الوثيقة أيضا عقد اجتماعات وزارية نصف سنوية ولقاءات منتظمة للخبراء الفنيين.
استقرار سعر البرميل
إلى ذلك، استقرت أسعار النفط اليوم الإثنين بفعل تنامي أنشطة الحفر الأميركية والمخاوف على الطلب بسبب التقدم البطيء في محادثات التجارة الأميركية- الصينية، وهو ما وازن أثر الدعم الآتي من جهود كبح المعروض التي تقودها "أوبك".
وفي الساعة 9:45 بتوقيت غرينتش، كان سعر برميل خام القياس العالمي "برنت" مستقرا من دون تغير يذكر عند 62.13 دولاراً، بزيادة 3 سنتات، فيما نزل الخام الأميركي غرب تكساس الوسيط 27 سنتا إلى 52.45 دولارا.
وقالت شركة "جيه.بي.سي إنرجي" الاستشارية في فيينا، إن "أسعار النفط ما زالت تتحسس طريقها. من ناحية، هناك خفض إنتاج أوبك+، والذي زاد بفعل المشاكل المتنامية المحيطة بالمعروض النفزويلي. وفي الوقت ذاته، لا مفر من حقيقة أن بيانات اقتصاية عديدة صدرت في الأيام القليلة الماضية لم تكن مشجعة للغاية، وأن محادثات التجارة الأميركية- الصينية لا تتقدم سريعا جدا على ما يبدو".
وكانت شركات الطاقة العاملة في الولايات المتحدة زادت الأسبوع الماضي عدد الحفارات النفطية للمرة الثانية في 3 أسابيع، حسبما أظهر تقرير أسبوعي من "بيكر هيوز" يوم الجمعة.
واليوم، قال وزير الطاقة الإماراتي، سهيل المزروعي، في تصريحات صحافية، إن سوق النفط ستصل إلى التوازن بين العرض والطلب في الربع الأول من العام الجاري.
وأضاف أنه راض عن تنفيذ اتفاق خفض المعروض المبرم بين منظمة البلدان المصدرة للبترول وحلفاء من بينهم روسيا.
يأتي كل ذلك بعدما فقدت "أوبك" بوصلة توجيه أسواق النفط وتحديد أسعارها عبر موازنة الطلب والعرض، خلال الفترة الأخيرة. وإلى درجة كبيرة، أصبحت المنظمة البترولية التي كانت ترفع وتخفض أسعار النفط بكلمة واحدة، لعبة في يد الرئيس الأميركي الذي يوجهها بتغريداته لحماية مصالحه السياسية ومصالح شركات النفط الصخري الأميركي.
وبالتالي، باتت اجتماعات "أوبك" بقيادة الرياض التي تنسق مع موسكو ثم تملي قراراتها على بقية الأعضاء، اجتماعات رمزية. وتدريجياً، أصبحت المنظمة تلعب دوراً هامشياً في صناعة السوق النفطية.
(رويترز، العربي الجديد)