يعمل ناشطون ومثقفون عراقيون ومتطوعون في منظمات المجتمع المدني في بغداد، للبدء بمبادرة تخدم المناطق التراثية والمعالم الحضرية في العاصمة العراقية، واختار منظمو المبادرة تسمية "إحياء"، لمشروعهم الجديد.
وبعد مبادرة "ألق بغداد" للموسيقي نصير شمّة التي أحيت أكثر من عشرين ساحة وحديقة، وجد شباب العاصمة أجواءً تسمح لهم بالعمل خلال الفترة الحالية لإعادة تأهيل "شارع الرشيد" أقدم الشوارع في بغداد، بالإضافة إلى منطقة الباب الشرقي والأسواق المحيطة بها امتداداً إلى سوق الغزل وشارع المتنبي وانتهاءً بحي العلاوي.
وينتظر القائمون على المبادرة الرد الحكومي الإيجابي لدعم جهودهم، فبعد موافقة أمانة بغداد، وهي الجهة المسؤولة عن جمال العاصمة ونظافتها، والمجلس المحلي، بقي رد رئاسة مجلس الوزراء، بحسب الناشط كمال الصديق وأحد أعضاء فريق المبادرة، وقال لـ"العربي الجديد"، إن "المبادرة تهدف لإحياء تراث مدينة بغداد، وهي بحاجة إلى سن قوانين وتشريعات تحمي تطبيق المبادرة التي ستعود بفوائد جمالية واقتصادية لأهالي العاصمة".
وبين أن "المبادرة خطوة لإحياء المناطق التراثية في العاصمة وبقية المحافظات بعد تحضيرها إعلاميا لمدة عامين، ومن ثم سيتم تنفيذها في عام 2021 وستنطلق من مركز العاصمة بغداد، ونحن بصدد نقلها إلى المسؤولين في الحكومة، بعد أن ضمّنت موافقة ومباركة مجلس المحافظة".
وتابع أن "إحياء تحتاج إلى تضافر عدة جهود، منها محلية وأخرى دولية، بالإضافة إلى ضرورة مشاركة العديد من الشركات الأجنبية، فضلاً عن حاجة المبادرة إلى مبالغ كبيرة جداً، لذا فإن المبادرة سيشترك فيها القطاعان الحكومي والخاص".
من جهته، قال الباحث في التراث البغدادي عبد الرحمن الزوبعي "لمبادرة إحيّاء أهداف كثيرة، من ضمنها، الرد على التصنيفات للأمم المتحدة ولمؤسسات عالمية بأن بغداد أسوأ مدينة للعيش، فبغداد ما تزال قابلة لأن تتطور وتتحسن أحوالها"، مشيراً في حديثِ مع "العربي الجديد"، إلى أن "المبادرة ستنجح وفق الخطة الموضوعة لها، وهناك الكثير من المعالم التراثية في العاصمة بغداد، لا تحتاج إلى أموال كثيرة، إنما لعمل بسيط، مثل البنايات الملكية في شارع المتنبي، إذ إنها لا تحتاج سوى إلى بناء سقوف لها، أو ترميم جدرانها وفقاً لمعايير التراث العالمي".
وأكمل، الزوبعي وهو عضو في مبادرة "إحيّاء"، أن "القائمين بالعمل سينفذون مشاريع تجميلية لمساحة (6 كم)، وهي مركز بغداد القديمة، وبحسب خطة العمل، فإن 3 آلاف بناية ستكون ضمن برنامج إعادة التأهيل"، لافتاً إلى أن "أهالي بغداد تحملوا الكثير، وأزمات أمنية لا يتحملها بشر، ولا بد من التوجه خلال الفترة المقبلة إلى مرحلة جديدة، وهي الإعمار".
إلى ذلك، بيَّن عضو المجلس المحلي في مدينة بغداد، محمد الربيعي، أن "المجلس وافق على المبادرة ويدعمها بكل ما يملك من قوى، سواء على المستوى المالي أو بما يتعلق بالآليات والمعدات، وإحياء لا تضم مجموعة شباب مندفعين لتحسين الوضع دون خطط منهجية، إنما تحتوي على استشاريين ومهندسين معماريين"، لافتاً في حديثٍ مع "العربي الجديد"، إلى ان "أمانة بغداد كانت قد انطلقت بمبادرة شبيهة بإحياء عام 2013، لإعادة تأهيل شارع الرشيد إلا أن العمل لم يكتمل بسبب صفقة مشبوهة وقعت في تلك الفترة".
وأشار إلى أن "العمل بإحياء، سيبدأ من منطقة باب الشرقي وهي مركز بغداد، انتهاءً بالعلاوي. والهدف هو تعمير بغداد المتضررة من الحرب، وأن تكون الحياة فيها على مدى 24 ساعة في اليوم"، موضحاً أن "المبادرة استعانت بخبرات من الأكاديميين من جامعة بغداد، والجامعة التكنولوجية في العاصمة، بالإضافة إلى جامعة النهرين التي تعهدت لنا بعمل بحوث تتناسب مع أعمالها المقبلة وتخدم الخطة، التي ستبعد المتجاوزين على الطرق والأرصفة، والذين استخدموا المسارح ودور السينما لأغراض خزن البضائع، والمسيطرين على العمارات السكنية القديمة والشناشيل".