ملامح الإعجاب التي علت وجه الطباع انتقلت إلى وجوه كل من حضر معرض "إيقاع الذات"، والذي نظمه "مركز رواسي فلسطين للثقافة والفنون" في مدينة غزة، لعرض مجموعة من اللوحات الفنية والمشغولات اليدوية النسائية بمناسبة اليوم العالمي للمرأة، والذي يصادف الثامن من آذار في كل عام.
وضم المعرض لوحات فنية مختلفة الأحجام والأشكال، رسمتها أنامل نسائية غزية، بأساليب متنوعة، كالرسم على الألواح الزجاجية والكرتونية أو بواسطة أقلام الفحم والألوان الخشبية، فضلا عن عدة لوحات رسمت بمزيج من الألوان الهادئة والصارخة للتعبير عن واقع المرأة المتناقض وغير المستقر.
ضمت جنبات المعرض مشغولات يدوية ولوحات لنساء يرتدين الكوفية الفلسطينية والثوب الفلاحي القديم والتراثي، وكذلك أقمشة مطرزة ترمز إلى أصالة المرأة الفلسطينية المناضلة ومعاناتها الناتجة عن اعتداءات الاحتلال واستمرار الحصار الإسرائيلي على قطاع غزة.
وتقول الفنانة شروق أبو جراد لـ "العربي الجديد"، إنها شاركت في المعرض بلوحتين، الأولى عن الحصار الإسرائيلي وتداعياته على السكان، وفي الثانية رسمت الآمال بمستقبل تحلم به المرأة بعيداً عن القيود التي يفرضها الاحتلال والواقع، مبينة أنها تسعى دوما إلى رسم صورة المرأة الفلسطينية المغمورة بالحياة والألم معا.
وبجوار أبو جراد عرضت الحاجة الفلسطينية أم محمد عقل على طاولة خشبية عدة مشغولات صوفية ومطرزات تراثية ومشغولات السيتان والكروشيه بأنواعها، وقالت لـ "العربي الجديد" إن أعمال التطريز ركن أساسي من أركان التراث الوطني الأصيل، والذي يحاول الاحتلال استهدافه وتشويهه بوسائل مختلفة، في كل وقت وحين.
وأكدت عقل، والتي تتخذ من أعمال التطريز مصدر دخل مالي لها ولعائلتها، على أهمية دعم المواهب النسائية التي تحاول عكس صورة الواقع عبر لغة الألوان التي تستوعبها كل شعوب العالم، مشيرة إلى أن أبرز مشكلة تواجه سوق الأعمال المطرزة يدويا هي محدودية السوق المحلي وصعوبة التصدير إلى الخارج.
من جانبها، أوضحت منسقة المعرض عواطف السقا لـ "العربي الجديد"، أن معرض "إيقاع الذات" سعى إلى إظهار إبداعات المرأة الفلسطينية التي قاومت بكل قوة الاحتلال الإسرائيلي، والذي لم يتوان يوما عن استهدافها بشكل مباشر أو غير مباشر، من خلال قتل أطفالها أو تدمير بيتها ومحاصرة مصدر رزقها.
وذكرت السقا أن المعرض الفني حاول إعطاء المساحة الكافية للنساء وللفنانات من أجل التعبير عن أحلامهن وآرائهن في القضايا الحياتية المتنوعة، من خلال اللوحة والريشة، مشددة على أهمية تنظيم المعارض المحلية التي تجمع بين جنباتها مختلف الفنون والأعمال والمشغولات اليدوية ذات القيمة العالية.
اقرأ أيضاً: (فيديو) نمر طليق يتجول في شوارع الدوحة