في ظل غياب مشاركة مكتبات سور الأزبكية في معرض القاهرة الدولي للكتاب الذي ينطلق في 23 من الشهر الجاري، قرّر مجموعة من تجار السور، المعروف ببيع الكتب المستعملة والطبعات القديمة وبعض المخطوطات، إقامة معرض للكتاب حالياً ويتواصل طيلة عطلة نصف السنة الدراسية، أي لمدة شهر كامل يتواصل حتى 15 شباط/ فبراير المقبل.
المعرض الذي يشارك فيه 133 مكتبة وتاجراً من الأزبكية، التي بدأت مساحتها تتضاءل بسبب إقامة محطة جديدة للمترو، يقام بهدف تعويض بعض الخسائر التي أصيب بها أصحاب مكتبات السور بسبب التضييق عليهم لتصعب مشاركتهم في دورة اليويبل الذهبي لـ "القاهرة الدولي للكتاب" ناهيك عن الإحباط الذي أصابهم بسبب ذلك.
التظاهرة ليست الأولى من نوعها، فمكتبات الأزبكية أقامت معرضاً مماثلاً في عطلة الصيف الماضي، وبحسب أصحاب هذه المكتبات فقد حققت لهم نجاحاً جيداً وهناك نية لتكرار المعرض في الصيف المقبل، حيث تعتبر مكتبات سور الأزبكية جزءاً من تاريخ القاهرة الاجتماعي والثقافي، وتكاد كل مكتبة وكشك فيها أن تنفرد بنوعية ما تعرض من الكتب التي غالباً لا تتوافر لدى الأخرى.
من جهة أخرى، وبالرغم من أن أصحاب مكتبات سور الأزبكية لم يسبق لهم وأن كانوا نشطين على وسائل التواصل الاجتماعي، لكن يبدو أنهم هذا العام قد استسلموا لأهمية الحضور الافتراضي، فاشتركوا في صفحة مشتركة مدفوعة الثمن بهدف الترويج للمعرض والسور ومكتباته.
وبالمقارنة مع أسعار الكتب في معرض القاهرة، فإن أصحاب الميزانية المحدودة بالتأكيد سيجدون متنفساً أكبر لميزانيتهم في الأزبكية التي تعرض الكتب بخصومات تصل إلى 60%، فثمة كتب تعرض بـ 2 جنيه وأغلاها يتراوح بين 20 و50 جنيه، وهو مبلغ ضئيل إذا ما قورن بأسعار كتب "القاهرة الدولي".
كما أن الباحثين عن الكتب المدرسية والجامعية غالباً ما يجدون ضالتهم في سور الأزبكية، إلى جانب عشاق الطبعات القديمة والكتب التي لم يعد أحد يطبعها مثل إصدارات الوزارات العربية القديمة، والترجمات التي تعود إلى ستينيات وسبعينيات القرن العشرين.
في المقابل، لا يغيب عن القارئ أيضاً أن ليس كل ما يريده يجده في الأزبكية، فالطبعات الجديدة والإصدارات الطازجة من دور النشر المغاربية والمشرقية، غالباً لن تكون موجودة لدى مكتبات السور وعلى أرصفته.
وفي حين يؤكد تجار الأزبكية أن المعرض يقام بهدف تعويضي وليس تنافسي، يؤكد "اتحاد الناشرين المصريين"، أن "معرض القاهرة" له طبيعة خاصة هذا العام و"لا يمكن لأحد أن يزاحمه في ما يهدف إليه، ولا حتى يستطيع أن ينافسه".
ولأنها دورة اليوبيل الذهبي، يستعد "القاهر الدولي" لتقديم عروض كثير للقراء، من بينها أن بعض دور النشر ستعرض عدداً من إصدارتها الخاصة بأسعار مخفضة للغاية تصل لجنيه وجنيهين، وفق "اتحاد الناشرين المصريين".