بيروت.. قصف إسرائيلي يُدمّر مكتبة "دار الرافدين"

22 أكتوبر 2024
لبنانيون يحاولون إزالة أنقاض غارة صهيونية على بيروت، 22 تشرين الأول/ أكتوبر 2024 (Getty)
+ الخط -

استمع إلى الملخص

اظهر الملخص
- تصاعد العدوان الإسرائيلي على لبنان أدى إلى تدمير مكتب "دار الرافدين" في بيروت، مما يعكس جرائم الإبادة الثقافية التي يمارسها الاحتلال في المنطقة.
- الحدث أثار تضامناً واسعاً من ناشرين وكتّاب عرب، معبرين عن استنكارهم للجريمة التي تستهدف الثقافة والفكر، مؤكدين على قوة الأفكار في مواجهة الحروب.
- العدوان الإسرائيلي أدى إلى توقف الأنشطة الثقافية في لبنان، وتحولت بعض المؤسسات إلى ملاجئ للنازحين، مع استمرار تهديد الاحتلال للمرافق الحيوية.

منذ أكثر من شهر والعدوان الإسرائيلي على لبنان يتصاعد ويشمل مناطق مختلفة وحيوية في عموم البلاد، ومن بين المؤسسات التي طاولتها غارات ليلة أول من أمس الأحد، العشرين من تشرين الأول/ أكتوبر الجاري، مكتب "دار الرافدين" الرئيسي الواقع في منطقة بير العبد بضاحية بيروت الجنوبية.

ووفقاً لعدد من التسجيلات المصوّرة التي تناقلها روّاد مواقع التواصل الاجتماعي، ظهرت العمارة التي تتضمّن مكتب دار النشر العراقية اللبنانية بالإضافة إلى واحدٍ من أفرع مكتباتها، وقد سوّيت بالأرض وتحوّلت إلى ركام، في مشهد يتقاطع ويذكّر بجرائم الإبادة الثقافية والمكانية التي يُمارسها جيش الاحتلال الإسرائيلي في غزّة، وتدميره للمعالم التراثية والمؤسسات الثقافية والفنية طيلة أكثر من عام.

من آثار القصف الإسرائيلي - القسم الثقافي
حوّلت الغارة الصهيونية العمارة التي يقع فيها مكتب دار النشر إلى ركام

ولقي الحدث تضامناً واسعاً من ناشرين وكتّاب وكذلك قرّاء عرب، عبّروا عن استنكارهم للجريمة التي تندرج ضمن رؤية ممنهجة بدأت منذ أيام العدوان الأولى قبل أكثر من عام. حيث كتب الناشر محمد البعلي، مسؤول النشر في "دار صفصافة" المصرية: "كل التضامن مع فريق دار الرافدين ببيروت، الذين تعرض مقرّهم اليوم للتدمير بفعل غارات العدو"، أمّا الكاتبة الجزائرية فضيلة الفاروق فكتبت: "حتى الكتب لم تسلم من القصف، مكتبة دار الرافدين ببيروت فرع بير العبد، تضرّرت بالكامل من جراء القصف العنيف على المنطقة، كم هي مخيفة عصارة العقول، كل الحروب انتهت وانتصرت الأفكار والعقول".

كما كتَب محمد مهدي، أحد العاملين في الدار: "في عملٍ مغولي، قامت طائرات الصهاينة الليلة الماضية بقصف البناية التي يتواجد فيها مكتب دار الرافدين وتدميره، الحمد لله جميع كادرنا بخير ولم يُصبْ أحدٌ بأذى، وفي ذات التوقيت كانت آخر إصداراتنا التي في الصورة قد وصلت من بيروت إلى بغداد، الإصدارات التي عمل الأخ محمد الهادي بسواعد كادرنا هناك على إنتاجها، ومحاولات شحنها وإنقاذها حتى أثناء أيام الحرب العصيبة الماضية".

يُشار إلى أن الأنشطة والفعاليات الثقافية في لبنان قد توقّفت بفعل العدوان الإسرائيلي الذي خلّف أكثر من 2400 شهيد، كما تحوّل عدد من المؤسسات الثقافية والمسارح داخل بيروت، والمدن الكبرى مثل صيدا وصور إلى ملاجئ للنازحين، في حين تقع مؤسسات أُخرى في دائرة المرافق الحيوية التي يُمكن للاحتلال أن يستهدفها. 
 

المساهمون