ألفت شوارع "غوما" شرقي الكونغو الديمقراطية، جولات الشباب المسلم الساعي إلى لقاء سكان المنطقة، من أجل الحديث عن الإسلام وقيمه.
يأتي ذلك ضمن حملة توعوية واسعة، يقودها مسلمو إقليم "شمال كيفو" للتعريف بالدين الحنيف وقيم "السلام في الإسلام"، انطلقت في 31 أغسطس/آب الماضي، ووصلت ذروتها خلال احتفالات عيد الأضحى المبارك.
وفي هذا الصدد، علق الشيخ "مسعودي كادوغو"، رئيس مسلمي "شمال كيفو"، بالقول: "هذه المبادرة الشبابية تهدف إلى التعريف بالإسلام لدى السكان المحليين"، الذين يدين معظمهم بالمسيحية.
وأضاف "صورة ديننا الحاث على السلام والتسامح، اهتزت بشدة خلال الفترة الماضية، في أعقاب مزاعم متمردين أوغنديين مؤخراً، تفيد بأن وُعاظا مسلمين جندوهم".
وفي أواخر أغسطس/آب الماضي، مثل 3 متمردين أوغنديين تابعين لـ "القوات الديمقراطية المتحالفة" أمام القضاء، بتهم الانتماء إلى جماعة متمردة والمشاركة في ارتكاب "مجازر ضد المدنيين"، غير أن إفادتهم بأن عملية تجنيدهم تمت على أيدي وعاظ، أثارت "موجة شك" لدى السكان المسلمين بالمنطقة، ما دفعهم إلى التحرك "سريعا" من أجل "دحض هذه الادعاءات"، وفق عدد من منظمي الحملة، بينهم الشيخ كادوغو.
وتنتشر "القوات الديمقراطية المتحالفة"، وهم المتمردون المسلمون الأوغنديون المعارضون للرئيس يويري موسيفيني، في شرق جمهورية الكونغو الديمقراطية، منذ 1995.
وقال رئيس مسلمي شمال كيفو: "الوضع ينبئ بأجواء قوية من التوتر من شأنها أن تشعل المنطقة برمتها، التي تعيش على وقع هجمات مختلف الجماعات المسلحة المنتشرة فيها".
وعن جدوى مثل هذه المبادرات، أوضح كادوغو، أن "حملة السلام تهدف إلى تقويض سيناريو الأزمة، وخلق أجواء من السكينة حفاظا على قيم التعايش والوحدة".
وتتمثل مبادرة الشباب المسلم في "ندوات توعوية عن الإسلام ومكافحة الإرهاب، علاوة على تنظيم حلقات نقاش بين مسيحيين ومسلمين والمشاركة في برامج إذاعية وتلفزيونية"، وفق رئيس مسلمي شمال كيفو.
ولم يتردد الشباب المسلم المنخرط "بشدة" في هذه الحملة في النزول إلى الشوارع للقاء المسيحيين، إضافة إلى طرق أبواب السكان والتحدث عن دينهم الداعي إلى السلام.
وأردف الشيخ كادوغو: "من خلال هذه المبادرة، نريد التنديد بالزينوفوبيا (كراهية الأجانب أو من كل شيء غريب أو جديد) والإرهاب وجميع أشكال انتهاكات حقوق الإنسان، إضافة إلى طمأنة الرأي العام بعدم وجود صراع ديني شمال كيفو، ومكافحة تجنيد الجماعات المسلحة للشباب".
المبادرة تضم كذلك عدداً من الأئمة، الذين يسعون إلى إبراز صورة الإسلام المفعم بقيم السلام، عبر إقامة الاجتماعات والبرامج التلفزيونية.
الشابة المسيحية ماريتا بالوم، المنحدرة من "غوما"، أشارت عقب حضورها عددا من الاجتماعات التي أقيمت على هامش المبادرة، إلى ضرورة اتساع رقعة هذه الحملة "الحميدة"، كي تطاول أكبر عدد ممكن من الأشخاص.
هدف يجمع عليه منظمو الحملة، وفق مصطفى "كمال مسافري"، الصحافي بـ "راديو وتلفزيون كيفو 1"، الواقع في "غوما"، الذي قال في برنامج إذاعي بث الأسبوع الماضي: "هذه المبادرة اتخذت غوما، نقطة بداية وستتوسع نحو الأقاليم الستة الأخرى في محافظة شمال كيفو".
ويشكل المسلمون في الكونغو الديمقراطية 10 في المائة من إجمالي السكان البالغ عددهم 70 مليون شخص.