رغم دعوات التجديد والتطوير التي تبرز كلّ عدّة أعوام، إلا أن "مهرجان الإسماعيلية الدولي للفنون الشعبية" التي تنطلق فعاليات دورته العشرين عند الثامنة من مساء غدٍ الثلاثاء ويتواصل حتى السابع من الشهر الجاري، لم يستطع أن يبلور هوية واضحة ومحدّدة.
عدم تحديد مفهوم لماهية الفن الشعبي، يفرض مشاركات لفرق تقدّم رقصات وأغان وموسيقى فولكلورية لا تحمل رؤية فنية، ولم تطوّر الإدارات المتعاقبة معايير وأسس لطبيعة الأعمال المقدّمة أو توجد ثيمة معينة تربط بينها في كلّ دورة، متذرعة بانخفاض ميزانية التظاهرة.
وقد أوقف المهرجان ثلاث مرات لأسباب مختلفة، الأولى سنة 1990 عقب خمسة أعوام على إنشائه، وبعد عودته في منتصف التسعينيات تم تجميده لثمانية أعوام أخرى، ليتوقف مجدّداً على إثر الاحتجاجات الشعبية سنة 2011، قبل أن يعود من جديد عام 2016.
تتوزّع العروض على ثمانية فضاءات، تشمل مسارح كل من "حديقة الشيخ زايد"، و"الغابة"، و"نادي الفيروز"، و"نادي وشاطئ الدنفاة"، و"نادي الأسرة"، و"مراكز ومدن فايد" والقنطرة غرب والتل الكبير، إلى جانب حفل الافتتاح في ستاد النادي الإسماعيلي.
تشارك اثنتان وعشرون فرقة منها "سانغار نوسانتارا التنوع الثقافي" القادمة من جزيرة جاوة الإندونيسية، والتي تمزج في موسيقاها بين مؤثرات عدّة عربية وصينية وبرتغالية وهولندية وبين الإيقاعات والأغاني التقليدية المحلية لشعبي الملايو والسندانيين.
كما تحضر "فرقة موليا للرقص الشعبي" من لبنان، والتي تأسّست عام 1987 وتقدّم لوحات استعراضية تجمع بين الرقص والغناء والدبكة تستند إلى تراث الرحابنة والدلعونا، والعتابا، والهوارة، ومنها أغاني "يمه شويقي صغير"، و"يا سيف عالعدا"، و"عالعين طلعت" على إيقاع آلات تقليديية مثل المجوز والطبل.
إلى جانب مشاركة فرقة "هاروبي" من المالديف التي تستمد معظم مفرداتها من ثقافة الصيد وحياة البحر، و"المدارس العليا، أكارنين" من اليونان، و"دوروي ساتمارين" من رومانيا التي تؤدي فنوناً من ثفافات مختلفة كالرومانشية والمجرية والجرمانية والسلافية والغجر تفاعلت في الجغرافيا التي تنتمي إليها، وفرقة "الفالوجة" من فلسطين التي تأسّست عام 1983 وتنوّع بين الغناء الشعبي ولوحات راقصة ذات مضامين وطنية، و"سلاف يانكسي ليك" من روسيا، و"فرقة الموسيقى الفولكلورية" من فنزويلا.