مع اقتراب موعد الاستفتاء، الذي يمهد له إقليم كردستان العراق، وتزايد المخاوف من صدام عسكري بين القوات الكردية ومليشيات "الحشد الشعبي"، عزّزت قوات البشمركة الكردية من تواجدها في محافظة كركوك، واتخذت إجراءات صارمة لتأمين المحافظة من أي تحركات مريبة.
وقال مسؤول محلي في كركوك لـ"العربي الجديد"، إنّ "التعزيزات العراقية الكبيرة والتابعة منها لمليشيات "الحشد الشعبي"، التي تصل إلى كركوك استعدادا لمعركة الحويجة، تثير قلق الجانب الكردي"، مشيراً إلى أنّ "هناك تصعيدا من قادة الحشد وتصريحات ضد الاستفتاء، أثارت مخاوف القيادة الكردية من محاولات للحشد لمنع الاستفتاء بالقوة، خصوصا أنّ الحشد قوات غير منضبطة كونها قوات غير نظامية".
وأوضح أنّ "القيادات الكردية وضعت خطة أمنية خاصة لتأمين مراكز الاقتراع في المحافظة، وتأمين المحافظة بشكل كامل من أي تحرك مثير للريبة"، مبينا أنّ "الخطة اقتضت تعزيز وجود القوات الكردية بقوات إضافية، انتشرت في بعض المناطق وقرب مراكز الاستفتاء والمناطق الحساسة، لإحباط أي محاولة لإرباك أمن المحافظة".
وأضاف أنّ "قوات إضافية ستصل الى المحافظة وفقا للخطة الموضوعة، وقد تم إبلاغها باتخاذ إجراءات صارمة ضدّ كل من يحاول تعكير صفو أمن كركوك، ويحاول أن يعرقل خطوات الاستفتاء".
وتخشى القيادات الكردية من تحركات مليشيات "الحشد الشعبي"، والتي صرح قادتها أخيرا بلغة التهديد رافضين إجراء الاستفتاء.
وقال القيادي في المليشيا، كريم النوري في تصريح صحافي، إنّه "يتحتم على رئيس إقليم كردستان مسعود البارزاني أن يعلم أن للصبر حدودا، وأن يعلم القادة الكرد أنّ الحشد الشعبي مع وحدة العراق وهو يرفض أي استفتاء لتقسيم البلاد". ودعا، القيادات الكردية إلى "عدم اختبار صبر الحشد الشعبي".
يأتي ذلك، في خضم الجدل الدائر والتصعيد بين الجانبين العربي والكردي، بشأن قرار الانفصال، وسط مخاوف من جر البلاد إلى الصدام العسكري.
في غضون ذلك، هدّد قائد مليشيا "بابليون"، وهي إحدى فصائل "الحشد"، ريان الكلداني، بـ"منع دخول صناديق الاستفتاء إلى منطقة سهل نينوى"، وقال الكلداني في بيان صحافي نشره على صفحته الشخصية، إنّ "قوات الحشد هي قوات رديفة للجيش العراقي، وإنّنا لن نسمح بدخول صناديق الاستفتاء إلى مناطقنا، ولن نرفع السلاح بوجه قوات البشمركة".
ومن المقرر أن تجري حكومة كردستان الاستفتاء على الانفصال في الخامس والعشرين من الشهر الجاري، وسط مخاوف من انعكاس نتائج ذلك على مستقبل البلاد.