وتعرّض مكتب "الجزيرة"، الواقع في برج الجلاء في وسط مدينة غزة، إلى إطلاق نار من جيش الاحتلال من دون أن يصاب أي من العاملين في المكتب. إلا أن الطاقم قام بإخلاء المكتب فوراً. ولم يجر التحقق ما إذا كانت الطائرات هي التي أطلقت النار، أم المدفعية الرابضة على امتداد الحدود مع الأراضي المحتلة.
ويقول مدير مكتب القناة في غزة، وائل الدحدوح، إن المكتب تعرض لإطلاق رصاص كثيف، مؤكداً أن الرصاص كان مقصوداً، مبيّناً أن جزءاً من الطاقم العامل في المكتب كان نائماً بعد تغطية مرهقة للأحداث، مما زاد من حالة الإرباك.
وكشف الدحدوح أن الرصاص من النوع المتفجّر، وأدى إلى تحطم الزجاج في المكتب، مشيراً إلى أن المكاتب الأخرى في البرج لم تستهدف، مما يعني أن الهدف كان تحديداً "الجزيرة".
وكان وزير الخارجية الإسرائيلي، أفيغدور لبيرمان، قد دعا في مؤتمر صحافي إلى وقف عمل قناة "الجزيرة" في إسرائيل "عقاباً لدولة قطر" التي اعتبرها الممول الرئيسي لما وصفه بـ"الإرهاب في الشرق الأوسط". وزعم ليبرمان أن "القطريين يقومون بعمل غير معقول من خلال علاقتهم بالمنظمات الإرهابية، وحركة "حماس" منظمة إرهابية حسب قرارات أوروبية وأميركية".
وقال ليبرمان أيضاً إن "شبكة الجزيرة لا تقوم بعمل صحافي وإنما بغسيل دماغ"، وإنها أصبحت "جزءاً متكاملاً للإعلام الدعائي للمنظمات الإرهابية، وإنه تم البدء في دراسة عدم السماح لها بالعمل في البلاد".
من جانبها حملت شبكة "الجزيرة" السلطات الإسرائيلية مسؤولية سلامة طاقمها في غزة بعد الحادث، الذي أعلن الجيش الإسرائيلي رسميّاً أنه حصل، وأنه نار تحذيري، غير أنه لم يذكر الهدف من هذا التحذير.
أما وزير الاتصالات الإسرائيلي جلعاد أردان، فأرسل رسالة رسمية لـ"مجلس البث والكوابل الإسرائيلي" وطالبه فيها بوقف بث قناة "الجزيرة" في شبكات الكوابل الإسرائيلية.
مضيفاً أن "ما تبثه القناة يدخل في إطار التحريض الممنوع حسب القانون، لذلك أطالب بأن تناقش إدارة مجلس البث، وعلى وجه السرعة طلبي بحجب بث "الجزيرة" من الشبكات الإسرائيلية للكوابل والأقمار الصناعية، على الأقل حتى يستقر الوضع الأمني".