عادت الحياة مجدداً إلى مدينة الحبانية العراقية (30 كيلومتراً غرب الفلوجة)، والتي كانت منطقة سياحية رائجة، قبل أن يتخذ منها عناصر تنظيم "داعش" الإرهابي ملاذاً آمناً لسنوات.
وتحولت المدينة بعد عام 2014 إلى مخيم كبير للنازحين، بعد أن كانت أكبر منتجع سياحي في العراق، لوقوعها على بحيرة الحبانية، واحتوائها على شاطئ جميل، وفندق كبير، ومرافق سياحية متنوعة.
ولكن خلال الأشهر الماضية، خضعت مرافق ومنشآت المدينة لعمليات ترميم وتأهيل، خاصة الجزء المطل على كبرى بحيرات العراق، والتي يغذيها نهر الفرات، وبدأت شركات السياحة والسفر في المحافظات العراقية باستقبال الزبائن الراغبين في زيارة الحبانية، وطرحت عروضاً تضمنت حفلات غنائية، ورحلات نهرية، وتجمعات سياحية.
ويؤكد فراس عبد الكريم، وهو صاحب شركة سياحية في حي المنصور ببغداد، لـ"العربي الجديد" أن الرحلات إلى الحبانية انطلقت قبل أسابيع، وأن الطريق أصبح مؤمناً بشكل كامل، وأجور النقل انخفضت من 30 ألف دينار عراقي (25 دولارا أميركيا)، إلى 15 ألف دينار فقط".
ويضيف "لدينا إقبال كبير من الشباب والأسر العراقية الراغبة في قضاء أيام الصيف الحار في الحبانية، وجميع الخدمات متوفرة هناك، سواء المبيت، أو التنزه في مرافق المدينة، أو القيام بجولات نهرية، فضلاً عن الحفلات التي يحييها مطربون عراقيون".
علي عبد الهادي، من محافظة بابل، الذي قضى إجازته في المدينة السياحية بالحبانية، يقول "لم أشعر بحر الصيف خلال إجازتي هناك، والخدمات التي توفرها المدينة جيدة".
بدوره، يؤكد النقيب محمود الذيابي، من فوج طوارئ الأنبار لتأمين الحبانية، أن الوضع الأمني آمن على طريق المدينة والمناطق القريبة منها، مبيناً لـ"العربي الجديد"، أن "الفترة الأخيرة شهدت تزايدا ملحوظا في أعداد السياح الذين يأتون من مختلف المحافظات العراقية. لا يعني ذلك أن الصحراء القريبة من الحبانية مؤمنة بشكل كامل، وأحياناً ما تشهد خروقات أمنية يتم السيطرة عليها، ليكون الوافدون بمأمن، لا سيما وأن أغلب السياح من الأسر العراقية الهاربة من حر الصيف".
إلى ذلك، طرحت هيئة الاستثمار العراقية العام الحالي، مشروع المدينة السياحية على المستثمرين لتطويرها بكلفة قدرت بـ25 مليار دينار، بهدف تأهيل الفندق السياحي، و200 شقة سياحية، فضلاً عن بناء مرسى للزوارق، ومدينة ألعاب، وعدد من المطاعم الحديثة.