لم يبتعد العرض الفلكلوري الذي قدمته فرقة الحنونة للثقافة الشعبية، ليل أول أمس الجمعة، في العاصمة الأردنية عمان، عن المسرح الغنائي الاستعراضي الراقص، لكنه تميّز بالعودة لجذور المورث الشعبي الفلكوري المتعلق بطقوس شهر رمضان الفضيل.
وبأغنية "باكتب اسمك يا بلادي"، استهلّت احتفالية فرقة الحنونة بأمسياتها الرمضانية، وقدمها كورال الفرقة المكوّن من 6 مغنيين بمصاحبة الفرقة الموسيقية المكونة من 10 عازفين من كلا الجنسين، لتنتقل بعدها إلى لوحة راقصة فلكلورية قدمها 10 راقصين وراقصات بمرافقة الكورال على إيقاع اغنية من تراث بلاد الشام "يا ظريف الطول"، لتتنقل الفرقة في عدد من اللوحات الغنائية والراقصة بإيقاعات مختلفة وصولاً إلى فقرة تمهيدية لدخول أجواء رمضان بتقديم موشح "شاغلي بالحسن بدر، كل ما فيه جميل، قد سبا عيني جمالا، وهو شرقي أصيل".
واشتملت الفقرات، التي شاركت فيها فرقة أطفال الحنونة بأداء مميّز، على لوحات راقصة ممسرحة وممتعة عبّرت عن أهمية الصوم وطقوس الصيام لدى الأطفال وشخصية المسحراتي الضرير الذي يرافقه طفل وبيده قنديل ودروس الكتاتيب واستعادة للعديد من العبارات والمونولوجات التي كانت سائدة في الماضي ومنها "أهلا أهلا يا رمضان، رحت وطولت الغيبة"، و"إصحى يا نايم وحّد الدايم وحّد القيوم"، ولوحات موعد انتظار الإفطار والابتهالات الدينية بحضور الآلات الإيقاعية كالدف والأداء الحركي المولوي الراقص بمصاحبة الغناء الصوفي والابتهالي.
كما حضرت آلات موسيقية من الموروث في لوحات احتفالية فرقة الحنونة واستذكارها لأيام وليالي رمضان في الماضي، ومنها آلتا المجوز واليرغول النفخيتين في أنغامهما الجياشة التي تبعث على النشاط والحماس، ليصاحبها أداء فلكلوري راقص ومميّز لمجموعة من أطفال الفرقة من كلا الجنسين.
وقبل أن تختتم الفرقة ليلتها الرمضانية بأغنية "موطني"، قدمت عدداً من اللوحات الراقصة المستقاة من تراث بلاد الشام وبمصاحبة الغناء والأداء الفلكلوري الراقص الذي نهلوه بمجمله من الموروث التراثي الأردني الفلسطيني المشترك.
اقرأ أيضاً: فرقة الحنونة الفلسطينية.. إدراكٌ للذات والوطن