أثارت عبارة "الخال" التي كتبها عناصر مليشيا "كتائب حزب الله" العراقية المرتبطة بإيران، على جدار السفارة الأميركية ببغداد، عصر اليوم الثلاثاء، انتباه العراقيين، إذ إن العبارة ذاتها رفعها المهاجمون الذين نفذوا مجزرة ساحة الخلاني والسنك في بغداد بحق المتظاهرين، مطلع الشهر الجاري، والتي خلفت عشرات القتلى والجرحى.
وكتب عناصر المليشيات على جدار السفارة عبارة "الخال" بعد اقتحامهم حرم السفارة وإضرام النيران في باحتها الأمامية، بينما حمل آخرون العبارة ذاتها أمام أبراج المراقبة الأميركية المحيطة بالسفارة.
ووفقا لناشطين، فإن العبارة تؤكد أن مهاجمي متظاهري السنك والخلاني هم ذاتهم المشاركون في الهجوم على السفارة الأميركية اليوم.
والخال هو لقب القائد العسكري زعيم مليشيا "كتائب حزب الله"، ويعتقد أنه كريم الأزيرجاوي، أحد أبرز القيادات المليشياوية المرتبطة بإيران والمتورط بجرائم في سورية إلى جانب نظام الأسد، خاصة في بلدة القصير بريف حمص وكذلك ببلدات بريف حلب، وفي العراق بالفلوجة وتكريت والحويجة وجرف الصخر.
ووقعت مجزرة السنك في السادس من كانون الأول/ ديسمبر الحالي، إذ أقدم مسلحون ملثمون يستقلون سيارة نوع بيك آب، على مهاجمة المتظاهرين قرب جسر السنك، بأسلحة رشاشة، وقتلوا منهم أكثر من 23 شخصا وجرحوا 127، وكان عدد من المسلحين الملثمين قد رفعوا على مبنى مرأب السنك (حيث وقعت المجزرة) راية كتب عليها "الخال".
ويؤكد قانونيون أن العبارة تعتبر دليل إدانة ضد مليشيا "حزب الله"، وعلى الجهات المسؤولة عن التحقيق أن تأخذها بنظر الاعتبار.
وقال الخبير القانوني عبد الله المشهداني، لـ"العربي الجديد"، إن "العبارة تعد دليلا يدين المليشيات بجريمة السنك، وأن تواردها خلال جريمة كبيرة مثل جريمة السنك، يحتم على الجهات التي فتحت تحقيقا بالملف متابعتها"، مبينا أن "ورودها على جدار السفارة يؤكد أن الجهة ذاتها التي تظاهرت اليوم هي التي ارتكبت مجزرة السنك".
ودعا المشهداني إلى "تشكيل لجنة تحقيقية مهنية، تتعامل مع الصور التي نشرت عن العبارة في الموقعين (السنك والسفارة الأميركية) بشكل قانوني ومهني"، محذرا من خطورة "تسويف الأدلة الثبوتية".
واهتم مغردون على مواقع التواصل الاجتماعي بالعبارة التي أثارتهم، وتوالت الردود بشأنها، وأكدوا أن معالم جريمة مجزرة السنك والجهات التي تقف وراءها انفضحت خلال تظاهرات المليشيات.
وقال الناشط معن حبيب، في تغريدة له على صفحته في تويتر: "الخال نفس العبارة التي استخدمت في جسر السنك، استعملها الطرف الثالث اليوم، وكتبها على حائط السفارة الأميركية (الخال مر من هنا)، هذه الكلمة توحدهم وتؤكد أنهم من أزهقوا أرواح الشباب في السنك وغيرها"، مضيفا "هاشتاك #الطرف_الثالث".
بينما رد الموطن محمد الأعظمي على المنشور بتغريدة له، قائلا "(الخال) هو لقب القيادي كريم محسن الأزيرجاوي الأمين العام لكتائب حزب الله في العراق المعروف بـ(أبو إسلام).. عرف بهذا الاسم بين عناصر الكتائب حين كان معتقلاً عند القوات الأميركية".
بينما غردت المواطنة التي سمت نفسها مرام، قائلة: "صار عدهم عادي يقولون إحنا الطرف الثالث، انكشفوا بعد ماكو تمثيل".
لكن المعارض الإيراني محمد مجيد الأحوازي قال في تعليق له على الصورة إن الخال المقصود به قاسم سليماني زعيم فيلق القدس الإيراني وليس غيره.