فوجئ السكان في مدينة البصرة العراقية عند مشاهدتهم دباً ضخماً يتجول في شوارع المدينة، بعد أن هرب من أحد المحلات التجارية حيث كان معروضاً للبيع، وهو نوع نادر مهدد بالانقراض، وفق ما ذكرت مجلة "ناشيونال جيوغرافيك" العلمية.
والتقط المارة صوراً تظهر "الدب البني السوري" وهو يعبر الشوارع المزدحمة في المدينة العراقية، قبل أن يتم القبض عليه ويعاد إلى المحل.
ووفق المجلة ينتمي هذا الدب إلى فصيلة Ursus arctos، المعروف باسم "الدب السوري البني"، وهو نوع انقرض في معظم الأراضي التي استوطنها في السابق، حيث كان يعيش في جنوب سيناء.
ماذا يفعل دب في شوارع البصرة؟
وعلى الرغم من أن الدببة البنية عادة ما تكون أكثر راحة في الغابات والجبال، إلا أنها تتبع أحياناً الأنهار ومصادر المياه الأخرى في المناطق المأهولة بالسكان، ووفق تأكيدات، باتي سوكا، الخبير في الصراع بين الدببة والبشر، فهي "تنزل من الجبال لتبحث عن الطعام، وتتبع خندق الصرف الصحي في البلدات".
ومعظم الدببة التي تأتي إلى المناطق البشرية تعتمد مصادر أسهل للغذاء مثل الخردة والقمامة التي تكون مشحونة بالسعرات الحرارية التي تحتاجها.
وعلى الرغم من ذلك يبقى العثور على دب في وسط مدينة كبيرة مثل البصرة أمراً نادراً، لذا رجحت التكهنات أن يكون الدب قد هرب من إحدى حدائق الحيوانات أو نوع آخر من الأَسر.
هل انقرض الدب السوري فعلاً؟
طالت الحروب التي عرفها العراق، ما تسبب بانقراض الدببة السريع، خصوصاً مع تناقص المساحة الصالحة لعيشها في المنطقة، من دون نسيان مشكلة الصيد المشروع وغير المشروع.
وتعتبر الدببة حيوانات منقرضة في سورية وفلسطين، مع أعداد قليلة متبقية في العراق وإيران وتركيا وتركمانستان.
وقد باع السوريون جلود الدب السوري والأشبال منذ عام 1955، وفقاً للاتحاد الدولي لحفظ الطبيعة، ويبدو أن بيع الدببة استمر في العراق أيضاً.
لكن في عام 2004 استعاد العلماء الأمل في وجود الدب السوري، عندما وجد أحد العلماء آثار أقدام لدب بين الثلوج على علو 6200 قدم في الجبال السورية المحاذية للبنان، كأول دليل على وجوده خلال 50 عاماً.
(العربي الجديد)