أعلن منظمو "مهرجان تورينو للفيلم"، أول من أمس الثلاثاء، قائمة الأفلام المشاركة في دورته الثانية والثلاثين، التي تنطلق في 21 من تشرين الثاني/ نوفمبر الجاري، وتستمر حتى 29 منه.
يفتتح فيلم المخرجة الفرنسية آن فونتين، "جيمّا بوفيري"(2014/ 99 د)، فعاليات هذه الدورة. الشريط مقتبس من رواية بالعنوان نفسه أصدرها الكاتب الفرنسي بوزي سيموندز عام 1999، محاكياً رواية فلوبير الشهيرة؛ "مدام بوفاري".
المشاركة العربية الوحيدة في مسابقات المهرجان الرسمية، يمثلها الشريط التسجيلي السوري "الرقيب الخالد" (75 د) للمخرج زياد كلثوم، والذي سينافس تسعة أفلام ضمن تظاهرة "وثائقيات العالم".
ويحضر، خارج المسابقات الرسمية، شريط وثائقي سوري آخر، هو "ماء الفضة"، لأسامة محمد ووئام سيماف بدرخان، الذي نال أخيراً جائزة أفضل فيلم وثائقي في "مهرجان لندن للأفلام"
في شريطه، يرصد كلثوم حياتين متوازيتين يتنقل بينهما: الأولى، أثناء خدمته العسكرية، داخل إحدى الثكنات حيث تقصف مدفعيات نظام الأسد غوطة دمشق، والثانية، أثناء عمله كمخرج مساعد في فيلم "سلم إلى دمشق" لمحمد ملص.
تمتاز عدسة كلثوم بقدرتها على البحث في الواقع، بعيداً عن محاولات أسطرة الناس وإظهارهم كأبطال أو بشر غير عاديين في الحرب، من خلال لغة بصرية خاصة، تمثّل الأسئلة الدفينة التي تعتمل في دواخل شخصيات الفيلم. هي شخصيات متمسكة بالحياة، ومصرة على الانتماء لواقعها الصعب، رغم وعيها بالجحيم الذي تدل عليه كافة العناصر المحيطة بها.
عن مشاركته في المهرجان، يقول كلثوم لـ"لعربي الجديد": "كل ما يعنيني هو أن يستطيع الفيلم إيصال صورة ما يحدث في سوريا إلى العالم. الكثير من الأفلام السورية حصدت الجوائز في عدة مهرجانات، لكن هذا لا يضيف شيئاً على قيمتها الفنية".
ويضيف: "أؤمن بفاعلية الصورة التي تمتاز بحيويتها وبقدرتها على خلق حوار ذهني مع المشاهد. وبغير ذلك تغدو، وللأسف، أداة دعائية؛ أي أنّ عمرها يكون مرهوناً بزمن عرضها فحسب".