خالد حافظ.. استعارة ميثولوجية لقضايا فلسفية وسياسية

حتى السابع والعشرين من الشهر الجاري، يستمر في "متحف الفنون الجميلة" بمدينة الإسكندرية معرض الفنان التشكيلي المصري خالد حافظ (1963)، الذي افتتح مساء الثاني عشر من الشهر الجاري.

ضمن رؤيته التي قدّم من خلالها معارضه السابقة، يستعيد الفنان مفردات وتقنيات من الحضارات القديمة، وفي مقدّمتها الحضارة المصرية، لمقاربة أفكار تتعلّق بصراع الإنسان مع الطبيعة وفهمه للخلق ونشوء الكون ونظرته لوجوده وتاريخه في هذا العالم.

حافظ الذي تخرّج من كلية الطب عام 1987، توجّه لدراسة الفن في القسم الحر التابع لكلية الفنون الجميلة بـ"جامعة حلوان" المصرية، وتابع دراساته العليا في "معهد ترانس آرت" بمدينة نيويورك، وتعامل منذ بدايات تجربته مع وسائط متعدّدة في التعبير عن المفاهيم التي يطرحها مثل الرسم والنحت والأعمال التركيبية والتجهيزات الفراغية وفن الفيديو.

في معرضه الحالي، يستعير الرموز الفرعونية التي يستخدمها في أحيان كثيرة بما هي عناصر جمالية في لوحاته بحسب ما أشار في العديد من مقابلاته الصحافية السابقة، حيث الإمتاع هو وظيفة الفن الأساسية، إلا أن ذلك لا يلغي الإسقاطات التي يعنيها مثل استمرارية الحياة وتجددها، وكذلك انتقاداته للصورة التي يتمّ اختطافها في إعلانات الموضة والثقافة الصحية ضمن سياق كامل من الدعاية الرأسمالية.

تُعرض منحوتة لامرأة تنحني على شكل قوس دائرة، ويداها تتكئان على حجر مثلما تستند قدماها أيضاً، ويثبت كائن بملامح ذكورية غالباً رجليه في امتداد أفقي على أعلى حواف قوس المرأة، وكأنه يقاوم السقوط ويحاول التشبث به، ويظهر التكوين كله كبوابة أو مدخل للعبور من وجود إلى آخر، ما يمنح العمل دلالات متعدّدة عابرة للأزمنة والثقافات.

تحضر الدائرة أو القوس الدائري في العديد من أعمال حافظ، في توظيف لفلسفات المصريين القدماء لمحورية الشمس التي ربطوا بينها وبين التجديد ودورة الحياة، وكذلك الجناحين على تمثال مستمد من الأساطير المصرية، وهما يرمزان إلى محاولة خلق التوازن والنظام والعدالة.

وفي الأعمال التي نفّذها بتقنيتي الكولاج والفيديو، تحمل انتقادات للحروب التي تعصف بالإنسان في جميع أنحاء العالم، حيث العسكرة تهيمن على أنظمة عديدة وتجلب معها صراعات داخلية ونزاعات إقليمية واستعمارا جديدا.

يُذكر أن خالد حافظ أقام معرضه الأول تحت عنوان "هلاوس" سنة 1987، وشارك في العديد من المعارض التي نظّمت في فرنسا وألمانيا وإيطاليا وكوبا والولايات المتحدة الأميركية، إلى جانب مصر.
 

آداب وفنون

التحديثات الحية

فرانسيس بيكون.. بورتريهات الألم الإنساني