رغم استحداث عشرات الأسواق والمراكز التجارية في العاصمة بغداد، إلا أن سوق الشورجة الذي تعود أصوله إلى الدولة العباسية ما زال يحافظ على مكانته التجارية، إذ يعد مقصداً للبغداديين والتجار على حد سواء، بل يستقبل أيضاً القادمين من المحافظات الأخرى الراغبين في التسوق.
ويمتد السوق على مساحة أكثر من 5 كلم متوسطا العاصمة بغداد، في شارع الملك غازي (الكفاح حاليا)، ويتفرع إلى شارع الجمهورية وصولا إلى الرشيد، ويضم آلاف الدكاكين والمحلات التجارية والمخازن الكبيرة التي يحتكرها كبار التجار لتخزين بضائعهم فيها.
ويعود تاريخ السوق إلى القرن الرابع الهجري، وعرف أول مرة باسم "سوق الجند" نظرا لأن الجيش العباسي كان يتزود منه بما يحتاجه عبر التجار القادمين ببضائعهم من الشام أو من الهند وبلدان أخرى، ثم تحول إلى سوق العطارين فالرياحين حتى انتهى به الحال إلى سوق الشورجة، وتعني "البئر المالح" الذي كان يتوسط السوق وكان حدثاً غريباً وجود بئر مالح قرب نهر دجلة في بغداد.
يقول أحمد البغدادي، وهو بائع في الشورجة، لـ"العربي الجديد": "هذا السوق يعود للعصر العباسي، إلا أنه ما زال عصبا اقتصاديا مهما في بغداد خاصة والعراق عامة، ويبلغ حجم التجارة فيه نحو مليون دولار يوميا، ويضم كل أنواع البضائع المنزلية والغذائية وكل ما لا تجده في الأسواق الأخرى".
فيما يوضح رحيم الصفار (45 عاماً)، أحد رواد السوق، لـ"العربي الجديد"، أن "الشورجة أكبر أسواق العراق حجما ومن حيث التبادل التجاري أيضا"، ويضيف "كان السوق صغيرا فيه بضعة محلات، وكانت الشورجة محلة يسكنها البغداديون القدماء، وبتقادم السنين صارت سوقاً، واضطر كثيرون إلى ترك منازلهم البغدادية العريقة لأن المنطقة باتت سوقاً فقط".
بدوره، يقول محمد عبد الرحمن، بائع في السوق، إنّ "الشورجة سوق رئيسي في العراق، حيث تصب كل البضائع حمولتها فيه، ومنه تشحن إلى محافظات العراق شمالاً وجنوباً ووسطاً، ويتداول السوق في بيع العملات والمواد الغذائية والعطاريات والأدوات المنزلية والملابس ولعب الأطفال".