واستبقت جماعة "العدل والإحسان"، أحد أقوى التنظيمات الإسلامية، الإعلان الرسمي عن نسبة التصويت في هذه الانتخابات، لتبدي ثقتها في أن قرارها السابق بـمقاطعة المشاركة السياسية يجد صداه في وتيرة المشاركة خلال اليوم، من خلال ما يرشح من نسب مؤقتة ضعيفة نسبيا في مناطق مختلفة.
وأفادت "الجماعة" بأن "مكاتب التصويت عرفت إلى غاية الزوال عزوفاً ظاهراً للمواطنين عن مراكز التصويت، إذ نشر نشطاء على موقع "فيسبوك" صورا متعددة ومختلفة لمراكز التصويت التي بدت شبه فارغة إلا من أعضاء المكاتب ورجال السلطة والمراقبين وبعض المرشدين".
وأبدت "العدل والإحسان" انشراحها من "نسبة المشاركة المؤقتة إلى حدود ظهر الجمعة، وهي 10 بالمائة من الكتلة الناخبة، باعتبار أنه في انتخابات 2011 وفي نفس الفترة الزمنية تم تسجيل نسبة 11 بالمائة، ما يعني حسب "الجماعة" تراجعا مرتقبا لنسبة التصويت".
وذكرت "الجماعة" المعارضة أن هذه "النسبة المؤقتة تعتبر ضعيفة وغير جيدة، ولا يتوقع ارتفاعها بشكل كبير بعد صلاة الجمعة وقبيل إغلاق المكاتب، بدليل أن الأحزاب المشاركة دعت أنصارها وعبأت أعضاءها للإقبال الكثيف على التصويت صباح يوم الاقتراع".
وشدد المصدر نفسه على أن "العزوف يؤكد خيار مقاطعة الشعب لما وصفته بالمهزلة"، منتقدا "توجه بعض رجال السلطة إلى نقل المواطنين قسرا من الدواوير إلى مكاتب التصويت، وعدم التأكد من هوية الناخبين في بعض مكاتب التصويت، وتوزيع المال على المواطنين".
ومن جهتها اعتبرت حركة 20 فبراير، والتي ظهرت في زمن "الربيع العربي"، والداعية إلى مقاطعة الانتخابات، أن "الشعب لا ينتظر شيئا كبيرا من العملية الانتخابية مثل سابقاتها، والتي أثبتت بالملموس خيار المقاطعة واستخدام مختلف الوسائل الفاسدة لإضفاء الشرعية وتكريس الاستبداد" وفق تعبيرها.
وبالنسبة للحركة المعارضة، فإن عملية الانتخابات "صورية، بالنظر إلى أن مطالب الشعب لن تتحقق سوى بالاحتجاج، وانتزاع المطالب، والاستمرار بالنضال من أجل مجتمع بديل"، مشددة على "التغيير الحقيقي من أجل تحقيق الحرية، والكرامة، والعدالة الاجتماعية، وإطلاق سراح كافة المعتقلين السياسيين".
ووصف الناشط الشبابي في الحركة، سمير العرش في تصريح لـ"العربي الجديد"، إجراء الانتخابات المغربية بأنه "بمثابة مسرحية بمعنى الكلمة، فيها الممثلون والمتفرجون والركح والإنارة، بينما المخرج يبقى هو النظام"، والذي بحسب المتحدث يبقى هو من "يحرك جميع عناصر المسرحية السياسية".
وحول جدوى المقاطعة السياسية للانتخابات، قال الناشط الفبرايري إن "المشاركة من داخل المؤسسات أثبتت فشلها بدليل ما وقع لحزب العدالة والتنمية الذي لازال يشكو من "التحكم" و"التماسيح والعفاريت"، والذي استنفذ مهامه وصلاحيته التي جاءت إبان الربيع العربي".