بعد تأكد تصدر حزب "العدالة والتنمية" المغربي لانتخابات مجلس النواب التي جرت أمس الجمعة، بحصوله على 125 مقعداً من أصل 395؛ اختار رئيس الحكومة المنتهية ولايتها، عبد الإله بنكيران، الصمت وعدم الحديث إلى وسائل الإعلام.
وفي بلاغ رسمي للأمانة العامة لحزب "العدالة والتنمية"، وصلت "العربي الجديد" نسخة منه، أخبر بنكيران الصحافيين والصحافيات في مختلف المنابر الإعلامية الوطنية والدولية أنه "لن يجري حالياً أي حوار صحافي، أو يدلي بأي تصريح".
وإلى جانب التزامه الصمت أمر بنكيران "مسؤولي حزبه، وعموم مناضليه، أنه هو المخول الوحيد بالحديث عن نتائج الانتخابات التشريعية"، وفق ما ورد في بلاغ آخر صدر عن الحزب الفائز في الانتخابات التي جرت أمس الجمعة.
ويرى مراقبون أن لجوء بنكيران إلى الصمت مردّه إلى الرغبة في ترتيب أوراقه السياسية، والاستعداد لتعيينه من طرف العاهل المغربي، الملك محمد السادس، لتشكيل الحكومة الجديدة، وأيضاً حتى لا يتم تأويل تصريحاته بشكل سيئ قد يعرقل مساعيه خلال المرحلة الانتقالية الحالية لتشكيل الحكومة المرتقبة.
وليست هذه المرة الأولى التي يلجأ فيها بنكيران إلى الصمت، والإعلان عن ذلك في بلاغات حزبية رسمية، وأيضاً توجيه أعضاء حزبه بعدم التعليق على أحداث معينة، فقد سبق له أن التزم الصمت حيال بلاغ الديوان الملكي الذي انتقد فيه وزير السكن، نبيل بنعبد الله، بالإضافة إلى وقائع أخرى سابقة.
ويتطلع المراقبون إلى سيناريوهات التحالفات الممكنة التي سيعقدها حزب "العدالة والتنمية" مع حلفائه من أجل تشكيل الحكومة المقبلة، خصوصاً في خضم رفض "الأصالة والمعاصرة" التحالف معه، وأيضاً اشتراط "حزب الاستقلال" أن يصحّح بنكيران أخطاءه التي جعلته ينسحب من النسخة الأولى من الحكومة السابقة.
وتظهر صعوبة عقد "العدالة والتنمية" لتحالفات حزبية أيضاً في سياق الاتهامات التي وجهها حزب "التجمع الوطني للأحرار" إلى بنكيران، خصوصاً في الأيام القليلة الأخيرة، ومن ذلك اتهامه له باستدرار عطف الناخبين بالبكاء، في إشارة إلى تكرّر بكاء زعيم الحزب الإسلامي في مهرجانات خطابية خلال الحملة الانتخابية.