حصل "العربي الجديد" على محضر التحقيق، الذي أعدته المديرية العامة للأمن العام في لبنان، وتمت بموجبه إحالة الشيخ الموقوف أحمد الأسير إلى المحكمة العسكرية، وإصدار حكم الإعدام بحقه، اليوم الخميس، بتهم "تأليف عصابة مسلحة للقيام بأعمال إرهابية، ومحاولة قتل عسكريين في الجيش اللبناني"، وكذلك "التخطيط لاغتيال عدد من الشخصيات السياسية المنتمية إلى طائفة معينة".
ويشير المحضر إلى "الاشتباه بشخص كان يحاول السفر إلى مدينة كانو في نيجيريا مرورا بمطار القاهرة، على متن الخطوط الجوية المصرية في 15-8-2015، بموجب وثيقة سفر فلسطينية تحمل الرقم 251408 صادرة باسم خالد علي العباسي، تبين أنها مزورة".
وبعد استدعاء حامل الوثيقة إلى التحقيق في المطار "اعترف أنه هو الشيخ أحمد محمد هلال الأسير الحسيني". وبحسب المحضر فإن الأسير "اعترف بمحاولة الهرب إلى نيجيريا بعد القيام بعدة محاولات فاشلة لاستنهاض المناصرين من الشباب السني، بهدف تأليف مجموعات قتالية في مواجهة الشارع الشيعي المتمثل بحزب الله وحركة أمل وسرايا المقاومة وقتال الجيش اللبناني، باعتباره جيشاً صليبياً وصفوياً، وعلى إثر معركة طرابلس التي نتج عنها توقيف الشيخ خالد حبلص قررت مغادرة لبنان بسبب اليأس الشديد".
وتجدر الإشارة هنا إلى أن أسرة الأسير ووكلاء الدفاع عنه أكدوا "تعرض الشيخ للتعذيب أثناء التحقيق معه، وهو ما يعني إمكانية انتزاع اعترافات منه تحت طائلة الضرب أو الإيذاء الجسدي والمعنوي".
ويكشف المحضر الذي أعده مفتش برتبة مؤهل أول يحمل رمز (3839/م) عن أن الأسير أقام في أحد المنازل في مخيم عين الحلوة للاجئين الفلسطينيين، في مدينة صيدا جنوبي لبنان، بعد أن تنقل بين صيدا وطرابلس لمدة "بحجة أنه لاجئ سوري". وقد حاول الأسير تأمين سمة دخول إلى تركيا قبل أن يعود ويختار نيجيريا بمساعدة من أحد سكان مدينة صيدا. وبعد مغادرة المخيم أقام الأسير لفترة وجيزة في منطقة جدرا (بين بيروت وصيدا) حتى موعد رحلته التي لم تتم إلى نيجريا في الشهر الثامن من عام 2015.
وخلال التحقيق معه بشأن الإشكال الذي وقع أمام حاجز للجيش اللبناني قرب مركز الأسير في مسجد بلدة عبرا داخل مدينة صيدا، يقول الأسير في المحضر إنه "وفي الشهر السادس من عام 2013 أوقف حاجز الجيش شخصين من أنصاري، فبادرت إلى الطلب من أنصاري المتواجدين في المسجد بالتسلح والتوجه إلى حاجز الجيش، وبادروا فور وصولهم إلى إطلاق النار باتجاه عناصر الجيش، ما أدى لسقوط العديد من الجرحى والشهداء بصفوف العسكريين".
وفي سؤال آخر يؤكد الأسير أنه "وجه أوامر بالاعتداء على حاجز الجيش" وأن "الحاج فادي السوسي (قتل لاحقا خلال المعارك في مدينة حلب السورية التي هرب من لبنان إليها) كان يتولى عملية تنظيم العناصر وإدارتهم خلال المعركة التي تلت الاشتباك الأول".
وبعد المعركة انتقل الأسير بحسب محضر الضبط إلى "منزل رئيس هيئة العلماء المسلمين (في حينه) الشيخ سالم الرافعي، دون علم الأخير، وأقمت فيه لمدة أسبوعين قبل أن يطلب مني المغادرة بحجة السفر، لأنتقل بعدها إلى منزل في منطقة التيانة ثم إلى منطقة بحنين في مدينة المنية حيث استقبلني الشيخ خالد حبلص".
ويقول الأسير، بحسب المحضر الذي اطلع "العربي الجديد" عليه، أنه "موّل المجموعة المسلحة التابعة للشيخ حبلص والتي تتألف من 200 عنصر بمبلغ وقدره 250 ألف دولار أميركي بهدف إنشاء قوة عسكرية لنصرة أهل السنة وشراء السلاح والذخيرة لصالح جماعة حبلص واستكمال ما بدأته في صيدا".
وضمن المخططات المفترضة للأسير والتي تناولها "العربي الجديد" بعد نشر محضر التحقيق معه في جهاز استخبارات الجيش اللبناني، يقول الشيخ المحكوم إنه "خطط بعد أربعة أشهر من معركة عبرا لاغتيال أشخاص ينتمون لحزب الله وحركة أمل وسرايا المقاومة وعناصر وضباط من الجيش".
وقد تولى الأسير وأنصاره، بحسب المحضر، تأمين السلاح عبر أحد الأشخاص السوريين "من منطقة عرسال شرقي لبنان ومن جرودها وكانت الأسلحة تنقل على دفعات في شاحنة مُعدة للتهريب". ولم يتجاوز عدد الأسلحة التي تلقاها الأسير 300 قطعة أغلبها من الرشاشات الخفيفة تم تخزينها في منطقة شرحبيل في مدينة صيدا. كما يشير الأسير، بحسب المحضر، إلى أن عدد أنصاره المسلحين كان "حوالى 200 من جنسيات لبنانية وفلسطينية وسورية تلقوا تدريبات بسيطة في منطقة جوسية السورية القريبة من حدود لبنان الشرقية".
كما يضم المحضر إفادات بعض الأشخاص الذين ساعدوا الأسير على التواري عن الأنظار وعلى استصدار الوثيقة الفلسطينية المزورة بهدف الدخول إلى نيجيريا.