من أصل 100 نفق يتوقع وجودها بمحيط الساحل الغربي لمدينة الموصل، استطاعت قوات عراقية مدعومة بوحدات أميركية صغيرة العثور على أحد أنفاق تنظيم "الدولة الإسلامية" (داعش)، وذلك بالتزامن مع وجود فريق "العربي الجديد" في المحور الجنوبي الغربي.
وفي السياق، قال العقيد محمد سعدون، من قوات الشرطة الاتحادية، لـ"العربي الجديد"، إن النفق الذي تم العثور عليه يعد واحدا من أصل 100 نفق متوقع قام التنظيم بحفرها، للتنقل تحت الأرض والاحتماء من الضربات الجوية أو مباغتة القوات العراقية عند تقدمها.
وأضاف: "سنعثر على مزيد منها بالتأكيد، فهي بمثابة ممرات موت تتسلل إلى جنودنا ليلا، ويجب الإشارة إلى حرفية التنظيم في حفر تلك الأنفاق، والتي باتت في بعض المناطق بمثابة مدن صغيرة تحت الأرض".
ويحوي النفق، البالغ طوله نحو 200 متر، وعلى عمق يبلغ نحو 3 أمتار تحت الأرض، على ثلاث غرف كبيرة واثنتين صغيرتين، فضلا عن فتحات في السقف للمراقبة والرصد مزودة بكاميرات حرارية حديثة، كما تحوي الغرف وسائل راحة مختلفة، تبدأ من الثلاجة ومراوح الهواء والأسرة، مرورا ببرادات المياه وصناديق الأطعمة الجاهزة، انتهاء بجهاز مزود الإنترنت الفضائي (الثريا).
ويظهر النفق، الذي وثقته كاميرا "العربي الجديد"، أسلحة مختلفة وقذائف هاون وذخيرة وملابس ملطخة بالدم، ومصابيح شحن، وأجهزة اتصالات تركها عناصر التنظيم في دليل على انسحابهم من المكان بشكل سريع وغير متوقع.
ووفقا لمصادر عسكرية عراقية في المنطقة، فإن الطيران الأميركي بات يستخدم قنابل أكثر فتكا للمساعدة في اختراق تلك الأنفاق المنتشرة، والتي عادة ما توقع خسائر بصفوف القوات العراقية من خلال شن هجمات مباغتة للتنظيم من خلالها، وبسببها، أيضا، يسقط عادة عشرات المدنيين، حيث تؤدي تلك القنابل إلى انهيار المنازل بمحيط المنطقة المستهدفة، وعلى مساحة يصل قطرها إلى كيلومتر واحد.