قبل تسعينيات القرن الماضي، طالما كان الاهتمام بالفيلم القصير ثانوياً، خصوصاً في البلاد العربية، حتى أن الجوائز المرصودة له في المهرجانات كانت تأتي على هامش جوائز الأفلام الطويلة. مع تطوّر تقنيات السينما وسهولة الحصول عليها واستعمالها، عاد الفيلم القصير إلى واجهة الفن السابع، بل أصبح عالماً قائماً بذاته؛ حيث بات يعرف تصنيفات عدّة داخله، ومنها فئة "الفيلم القصير جداً".
ظهور هذه الفئة واكبها إنشاء تظاهرات خاصة بها، ومنها "مهرجان الفيلم القصير جداً" الذي يقام في 111 مدينة حول العالم، ويشهد هذا العام دورته الثامنة عشرة. المدينة التونسية التي اختيرت لاحتضان نسخة هذا العام هي مدينة الكاف، شمال غربي البلاد، وسيكون اليوم هو ختام التظاهرة فيها، فيما تستمر في مدن أخرى مثل القاهرة وأنطاليا وباماكو وبرازيليا، وستعلن نتائجها في العاشر من الشهر الجاري.
حسب المنظّمين، فإن الشرط الوحيد المطلوب للمشاركة بألاّ يتجاوز الثلاث دقائق، ما فتح المجال أمام آلاف الأفلام كي تشارك من معظم بلدان العالم.
في نسخته في الكاف، أقيمت جميع العروض في قاعة "تياتر دوبوش"، وهي تصنّف إلى ثلاث فئات؛ "أفلام المسابقة الدولية" والتي جرى عرضها يوم أمس، وأعيدت ظهر اليوم، إضافة إلى فئة "الأفلام العائلية" وفئة "أصوات نسائية"، علماً أن فئات أخرى تعرض في مدن ثانية مثل "أفلام الموسيقى والرقص" وفئة "اختلافات".