استمع إلى الملخص
- ينقسم المعرض إلى ثلاثة أقسام زمنية، ويعرض نسخاً نادرة من "حمزة نامه"، ملحمة شعرية فارسية، بالإضافة إلى رسومات للإمبراطور شاه جهان وأعمال فنية أخرى.
- يصدر المتحف كتاباً بعنوان المعرض، يصف الفن المغولي وتأثره بالثقافة الفارسية وتطوره في شبه القارة الهندية.
يُفتتح السبت المقبل في "متحف فيكتوريا آند آلبرت" بلندن معرض "المغول العظماء: الفن والعمارة والرفاهية"، والذي يتواصل حتى الخامس من أيار/ مايو من العام المقبل، ويضيء مرحلة حكم الأباطرة الثلاثة أكبر وجهانكير وشاه جهان منذ منتصف القرن السادس عشر حتى ستينيات القرن السابع عشر.
يضمّ المعرض أكثر من مئتي قطعة، بعضها من مجموعة المتحف وأُخرى تمت استعارتها من متاحف عدّة، تكشف الازدهار الذي حقّقته الإمبراطورية المغولية في تلك الحقبة، وانعكاسها على الثقافة والفنون تحديداً، حيث تُعرض رسومات وتُحف ومجوهرات ومنسوجات وأسلحة وغيرها.
وينقسم المعرض إلى ثلاثة أقسام وفقاً لترتيب زمني، ويغطي فترات حُكم الأباطرة جلال الدين أكبر (حكم من 1556 إلى 1605)، ونور الدين جهانكير (حكم من 1605 إلى 1627)، وشهاب الدين شاه جهان (حكم من 1628 إلى 1658) في الهند، مع التركيز بشكل خاص على الحرف اليدوية والإبداع.
تُعرض أربع نسخ نادرة من المجلّدات الملوّنة المرسومة من كتاب "حمزة نامه"، وهو ملحمة شعرية كُتبت باللغة الفارسية، تروي بطولات حمزة بن عبد المطلب وتمزج بين الحقائق التاريخية والأبعاد الأسطورية، حيث نالت إعجاب الإمبراطور أكبر الذي أمر بداية بعمل نسخة ملكية تتضمّن حوالي ألف وأربعمئة رسم تصويري ملوّن مصنوعة من القماش على يد الرسّامَين الإيرانيّين ميرسيد علي وعبد الصمد، وتم استنساخ نسخ أُخرى منها لاحقاً بالأردية والهندية لأنها اعتُبرت نموذجاً على التقاليد الإسلامية الهندية في التصوير، والتي أصبحت مدرسة مستقلةّ بحدّ ذاتها.
كما يشتمل المعرض على عدد من الرسومات منها بورتريه للإمبراطور شاه جهان وهو يرتدي قلادات وأساور وجواهر ويضع لآلئ وزمرّد على عمامته، ويحمل بيده اليسرى زمرّدة ضخمة متعدّدة الأوجه من توقيع الفنان محمد عابد الذي قدِم من إيران أيضاً.
بالإضافة إلى رسومات تصوّر الملوك والأمراء وكذلك رجالاً أوروبيّين زاروا الهند ومناطق أخرى من أرض الإمبراطورية المغولية آنذاك، أو لحيوانات مثل الحُمر الوحشية، ومشاهد مستمدّة من حكايات وأساطير هندية لكن موضوعاتها وشخصياتها تغيّرت مع دخول الثقافة الإسلامية، وتبيّن كيف اندمجت فنون الهند وفارس بعناصر غربية في ثقافة إسلامية آسيوية تركت تأثيرها في بلدان جنوب آسيا وجوارها.
ويصدر "متحف فيكتوريا آند ألبرت" كتاباً يحمل عنوان المعرض ذاته بتحرير سوزان سترونغ، ويضمّ مقالات تصف فرائد الفن المغولي، وتستكشف كيف تأثرت بالثقافة الفارسية بداية لتؤسس بعد ذلك تقاليد متطورة للحرف اليدوية وصناعة السجاد والرسم والزخارف والعمارة في شبه القارة الهندية.