احتضنت مدينة الناصرة، الآلاف من أبناء الداخل الفلسطيني، في المهرجان الافتتاحي الأول لـ"القائمة المشتركة"، التي تجمع الأحزاب العربية الممثلة في الكنيست الإسرائيلي، في وحدة وصفت بـ"التاريخية"، في مواجهة العنصرية الإسرائيلية.
وتم التأكيد، خلال المهرجان، على أن "القائمة المشتركة إرادة شعب"، وأنها تشكل "صوتا واحدا ضد القرار العنصري بشطب النائبة حنين زعبي"، وتسعى إلى "تعزيز التمثيل العربي والديمقراطي في وجه العنصرية".
ووعدت القائمة، بحسب برنامج انتخابي، وزع في المهرجان بـ"مواجهة الاحتلال، ومن أجل السلام العادل"، وتحقيق "المساواة القومية والمدنية للجماهير العربية"، ومواجهة "العنصرية والفاشية ومن أجل الديمقراطية"، والسعي "من أجل العدالة الاجتماعية والبيئية وحقوق العاملين"، والنضال "ضد اضطهاد المرأة ومن أجل حقوقها ومشاركتها"، "وتطوير الثقافة واللغة والانتماء والهوية"، والوقوف "مع الشعوب والأوطان ضد الفتن والاستعمار"، فضلاً عن السعي إلى الوصول إلى "شرق أوسط نظيف من السلاح النووي".
وقال عرّيف المهرجان، امنصور عباس، إن "القائمة المشتركة تعبّر عن مد يد المسلمين، والإسلاميين منهم بالذات، إلى إخوانهم المسيحيين والدروز، ومد يد المسيحيين والدروز إلى بعضهم البعض وإلى إخوانهم المسلمين. هذه إرادة شعب. صفا واحدا نعمل لإنجاح القائمة المشتركة".
وخاطب عضو لجنة الوفاق، التي عملت على توحيد الأحزاب العربية، محمد علي طه، العنصريين الإسرائيليين وقياداتهم، بالقول "القائمة المشتركة تصفعكم. كل صوت في الصندوق للقائمة المشتركة سيكون حجراً في وجه الظالم".
وأوضحت النائبة حنين زعبي، من التجمع الوطني الديمقراطي، لـ"العربي الجديد" أننا "بدأنا نشعر بنتائج القائمة المشتركة، من خلال الالتفاف الشعبي حولنا. نحن أمام انتخابات مهمة جداً ومصيرية جدا، والقائمة هي إنجازنا في وجه العنصرية الإسرائيلية. لأول مرة هناك إنجاز قبل الانتخابات، وآخر أكبر بعد الانتخابات، حيث سنكون القوة الثالثة في الكنيست".
وأضافت زعبي، التي أقرت لجنة الانتخابات المركزية شطب ترشحها، وستنظر المحكمة العليا في الطعن على القرار، خلال كلمتها في المهرجان: "من يطالب إسرائيل بأن تتعامل معنا كشعب، فيجب أن يتعامل مع نفسه كشعب، ونحن القائمة الوحيدة الديمقراطية 100 بالمائة في هذا البرلمان، لأننا مع العدالة والمساواة وضد الاحتلال 100 بالمائة. القائمة المشتركة توحدنا أمام أنفسنا كطوائف، وتمنع تشرذمنا، لأن الخطاب الوطني يمكنه أن يحمينا".
وحول قضية شطبها من الترشح للكنيست، قالت: "عندما يلاحقون شعبنا وأرضنا، فلا بد أن يلاحقوا القيادات الوطنية أيضاً".
من جهته، أكد رئيس القائمة المشتركة، من الجبهة الديمقراطية للسلام والمساواة، أيمن عودة، لـ"العربي الجديد" أن "العرب لأول مرة اتفقوا على أن يتفقوا. نستطيع القول إننا نتحدث باسم مليون ونصف المليون مواطن هنا، فليعتز شعبنا بهذه القائمة، وليرتعد الثلاثي العنصري نتنياهو وليبرمان وبينيت".
وأضاف "استطلاعات الرأي تمنحنا 13 مقعدا، وهذا قبل إطلاق حملتنا الانتخابية، ومع انطلاقها اليوم، سنعزز وضعنا، وسنحصل على 15 مقعدا".
وقال رئيس اللجنة القُطرية لرؤساء السلطات المحلية العربية، والقائم بأعمال رئيس لجنة المتابعة، مازن غنايم، إن "النواب في الكنيست ساعدونا في تحويل حلم القائمة المشتركة إلى حقيقة. في طريقي من سخنين إلى الناصرة، سمعت تصريحات لليبرمان يقول فيها إن القائمة المشتركة كشفت الوجه الحقيقي للنواب العرب".
ودعا "رؤساء السلطات المحلية العربية إلى العمل على دعم القائمة، وتشجيع كبارنا وصغارنا".
من جهته، قال النائب مسعود غنايم، من الحركة الإسلامية، لـ"العربي الجديد"، إن "القائمة المشتركة عنوان لمشروع وطني جماعي، يتعدى جدران البرلمان، لذلك فهو إرادة شعب، قولا وعملا، وليس مجرد نظريات".