"صنعت المنتجات بأنامل فلسطينية وبمواد أولية تستمد إشعاعها من عمق التراث الفلسطيني، حاكتها فلسطينيات اخترن الترويج للتراث، والإنفاق على أبنائهن وعائلاتهن المحاصرة بعد سجن أزواجهن وعدد من أفراد أسرهن، وأغلب هذه الحرف تعلمنها من الأجداد وما ورثوه من صنعة لم تضمحل رغم الألم والحصار"، بهذه العبارات تحدثت الفلسطينية ربحية المشني، من رام الله فلسطين لـ"العربي الجديد".
وتضيف ربحية التي تشارك في معرض في شارع الحبيب بورقيبة، ضمن فعاليات مهرجان ثقافي تونسي فلسطيني، تحت شعار: "القدس حارسة التراث العربي"، المستمرة لغاية يوم 28 أبريل/نيسان الجاري، أن "أغلب المعروضات هي منتجات تراثية فلسطينية من الصناعات اليدوية والألبسة التقليدية".
وترى العارضة أن "المنتجات والإكسسوارات مطرزة ومصنوعة يدوياً من مواد بسيطة، لكنها تحمل روح الحرفة الفلسطينية، لأن أغلب الأشغال تُصنع يدوياً وداخل البيوت الفلسطينية، نظراً لتفشي البطالة وتدهور الأوضاع الاقتصادية"، مبيّنة أن عدداً من الطالبات يشتغلن بمثل هذه المنتجات لإكمال دراستهن.
وأكد العارض أبو خليل من فلسطين، أن المعرض يضم المنتجات من التراث الفلسطيني والتونسي، وأكلات من مطبخ كلا البلدين، إلى جانب عروض موسيقية من الدبكة الشعبية الفلسطينية وفرقة الرحالة والسيدة المنوبية، مضيفاً أن هذا المهرجان يدل على مدى الإشعاع الفلسطيني التونسي، والوحدة الكبيرة بين الشعبين. واعتبر أن كل ما هو موجود في المعرض داعم للقضية الفلسطينية.
وأعرب أبو خليل عن أمله بأن يصلّي الأشقاء العرب في القدس، بإعلانها عاصمة الدولة الفلسطينية الأبدية.
ولفتت ريم، وهي حرفية من ولاية نابل التونسية، إلى أن المهرجان التونسي الفلسطيني يكشف عن روح التضامن بين الشعبين، ويمكّن الفلسطينيين من عرض منتجاتهم والتسويق لها، ويساعد التونسيين على توطيد سبل التعاون بين البلدين.
وأشارت إلى أنها نحتت حصالات "يزينها بالعلم الفلسطيني، لتحمل رمزية كبيرة يمكن من خلالها تعليم الناشئة كيفية مساعدة الشعب الفلسطيني من خلال ادخار المال".
وأوضح الفلسطيني بشراوي من غزة، أنه قدم إلى تونس منذ نحو أسبوع، ويعرض الكوفيات الفلسطينية والتي تم صنعها في غزة وفلسطين، لافتاً إلى الحفاوة الكبيرة في الاستقبال من قبل الشعب التونسي. وأكد أن من شأن هذا المعرض أن يعرّف بالصناعات التقليدية الفلسطينية.
ويأتي المعرض بمبادرة من جمعية نساء تونس الحديثة، ومركز التراث الثقافي الفلسطيني ومؤسسة سيدة الأرض الفلسطينية.