بعد ستة أشهر من الإغلاق، افتتح أكبر متحف فني في مدينة نيويورك للزوار أول أمس الخميس للمرة الأولى منذ أن ضرب الوباء المدينة، التي تعد إحدى أكثر الولايات تضرراً بالفيروس من حيث الوفيات والإصابات.
افتتح "متحف متروبوليتان للفنون" في الجانب الشرقي العلوي من مانهاتن، حيث يتسع المتحف عادة لأكثر من مئة ألف شخص، لكن سيتم السماح بدخول 7500 زائر فقط يوميًا.
وقال دانييل فايس، رئيس "متحف متروبوليتان للفنون" في بيان للصحافة: "في تاريخنا الممتد 150 عامًا، أغلقنا أبوابنا سابقاً ربما لمدة ثلاثة أيام على الأكثر خلال العواصف الثلجية أو ربما بعد 11 أيلول/ سبتمبر. لكن لم يحدث هذا من قبل أبدًا".
لم يحدث أن أغلق المتروبوليتان منذ 150 عاماً لأكثر من ثلاثة أيام
كانت مدينة نيويورك إلى حد بعيد المدينة الأميركية الأكثر تضرراً من الوباء، كما أنها موطن لمؤسسات ثقافية عالمية المستوى من بينها 25 متحفاً يأمل مسؤولو المدينة مرة أخرى أن تجذب الملايين. وكان "متحف متروبوليتان للفنون" من أوائل المتاحف في المدينة التي أغلقت في 13 آذار/ مارس الماضي.
وبشكل عام فقد أعيد افتتاح المتاحف في مدينة نيويورك، ووضعت مجموعة من الاحتياطات، بما في ذلك ساعات العمل أقل، وحجز مسبق للحضور، والأقنعة الإلزامية، والحد من الحضور إلى ربع السعة وإغلاق دور السينما وغرف المعاطف وصالات الطعام.
وفي لندن، أعيد افتتاح "المتحف البريطاني" أول أمس، بعد 163 يومًا من إغلاق أبوابه في 18 آذار/ مارس بسبب تفشي فيروس كورونا. وكما هو الحال مع المتاحف الأخرى، سيحتاج الزوار إلى الحجز المسبق لتذكرة مجانية لتنظيم الدخول، وسيتم اتخاذ إجراءات التباعد الاجتماعي. قبل كوفيد -19 ، كان متوسط عدد الزوار يوميًا يبلغ 18000 شخصاً.
المتاحف الوطنية الكبرى الأخرى مثل "تيت" و"فيكتوريا" و"ألبرت" فتحت أبوابها بالفعل بعد الإغلاق. ويقول بيان صحفي إن مجموعة المتحف البريطاني يبلغ عددها ثمانية ملايين قطعة.
بمناسبة إعادة الإطلاق، سيعرض غريسون بيري عمله "قبر العامل المجهول"
سيكون الوصول إلى معظم صالات العرض في الطابق الأرضي، عبر طريق باتجاه واحد، مما يتيح للزوار رؤية كنوز مثل حجر رشيد وثعبان الأزتك مزدوج الرأس الذي صنع في المكسيك في القرن الخامس عشر. ومن المقرر افتتاح بعض صالات العرض في الطابق العلوي اعتبارًا من 21 أيلول/ سبتمبر كجزء من نهج تدريجي لإعادة الافتتاح بشكل كامل.
بمناسبة إعادة الإطلاق، سيعرض الفنان غريسون بيري عمله "قبر العامل المجهول"، الذي تم إنشاؤه في الأصل لمعرض المتحف البريطاني الذي يحمل نفس الاسم في عام 2011. وهو تابوت حديدي صدأ على شكل سفينة، مرصع مع قوالب من القطع الأثرية المستمدة من مجموعة المتحف، هو تكريم للحرفية. فهو نصب تذكاري لجميع العمال المجهولين الذين صنعوا كل الأشياء في المتحف البريطاني.
في غضون ذلك، تمت إعادة جدولة المعارض التي كان من المقرر افتتاحها في الربيع: وهي "التنوير للثورة" سيستمر من 24 أيلول/ سبتمبر إلى 24 كانون الثاني/ يناير 2021، ويفتتح معرض "الثقافة والمناخ" في تشرين الأول/ أكتوبر وينتهي في 21 شباط/ فبراير 2021. كما تم تمديد عرض مكتبة إدموند دي وال في المنفى، وهي منشأة تضم أكثر من 2000 كتاب لكتّاب منفيين.
وفي بيان أصدره المتحف البريطاني، قال ريتشارد لامبرت، رئيس أمناء المتحف: "نحن، مثل كثيرين آخرين في قطاع التراث والفنون، نواجه وضعًا ماليًا شديد الصعوبة. ليس لدينا رقم في الوقت الحالي بخصوص المساعدات المالية الإضافية. هناك العديد من أوجه عدم اليقين في الوقت الحالي بشأن حجم ومدة تأثير الوباء على مواردنا المالية، وبالتالي بشأن مستوى التمويل الذي سنحصل عليه من الحكومة.