"المرسم" مساحة حرية وسط الحصار

15 مايو 2015
رشا أبو زايد في المرسم (عبد الحكيم أبو رياش)
+ الخط -

منذ أمسكت ريشتها للمرّة الأولى في سنّ السابعة عشرة، حتى أنهت تعليمها الجامعي، تحلم رشا أبو زايد، ابنة غزّة، بإنشاء مرسم. وها قد حقّقته بمساعدة زوجها، سيد العميري.

في مرسمها، يتعلّم الهواة مختلف أنواع الفنون التشكيلية والفنية، لإحياء الحياة الفنّية شبه المشلولة في قطاع غزّة الرازح تحت المعاناة الاقتصادية.

يشمل المرسم زوايا مختلفة بينها تقديم دورات الموسيقى، الخط ّالعربي، التطريز والأشغال اليدوية، التصوير الفوتوغرافي، وتعليم اللغتين الفرنسية والإنجليزية، إلى جانب قسم خاص لبيع الأدوات الموسيقية.

ويحتوي المرسم المكوّن من طابقين، على نادٍ وملتقى دائم للرسم وللجلسات التنافسية بين المشاركين، ومكان خاص لتنظيم ورش العمل والمعارض الدائمة للفنانين الأعضاء، علاوة على توفير مساحة طبيعية لهواة الرسم في الطبيعة.

وتقول الفنانة أبو زايد إنّ مشوارها مع الريشة بدأ في السابعة عشرة من عمرها، وكانت رسوماتها في ذلك الوقت عشوائية، وغير مقيدة بأي من الخطوط أو المدارس الفنية، حتى اكتشفت قدرتها على الرسم الاحترافي، الذي أدخلها كلية الفنون الجميلة في جامعة الأقصى بغزة لصقل موهبتها، وبعد تنظيم معرضها الخاص "شيزوفرينا"، بدأت تجهيز لوحاتها وأعمالها لافتتاح المرسم عام 2013، ثم طوّرته ليشمل عدداً من المجالات الفنية.

وتوضح أبو زايد أن الأوضاع الاقتصادية السيئة، وعدم اهتمام المؤسّسات المعنية بالفنانين، أخّرا تحقيق حلمها، وتقول إن كل ذلك دفعها إلى استغلال فرصة أتيحت لها من قبل إحدى المؤسسات الأجنبية، التي توفر مشاريع صغيرة خاصة بالشباب.

وقدمت الفنانة الفلسطينية الشابة، فكرة مشروعها الخاص بتنمية المواهب الشابة بالفنون الجميلة، وتمت الموافقة عليه من قبل المؤسسة، حينها بدأت برفقة زوجها بتطويره وتقديم خبراتها للطلبة، الذين زاد عددهم منذ إنشاء المرسم حتى هذه اللحظة.

وتوضح أبو زايد، أنّ فكرة المرسم انتشرت بشكل كبير بين الفنانين، وزاد الاقبال عليها، و"لدينا خطة في التعامل مع الهواة، عبر تقييم الموهبة التي تحضر إلينا، والتدرج معها في مختلف المستويات، بدءاً من المستوى الأول، حتى مستوى الاحتراف، هناك عدد من الهواة الذين لم يتمكنوا من إكمال المسيرة، ونسبة كبيرة استفادت، حتى أتقنت الرسم، وأصبحت لديها معارض فنية خاصة".

أما زوجها، سيد العميري، والذي يدير المرسم، فيقول لـ"العربي الجديد": "حاولنا تطوير نظام الدورات التدريبية داخل المرسم، لتشمل مختلف التخصصات والطلاب"، آملاً أن يستمر المرسم في تطوير قدراته حتى يصبح عنواناً ثقافياً بارزاً.

ووجه العميري رسالة للشباب الفلسطيني المبدع، بضرورة اغتنام الفرص، وعدم ترك المواهب دون استثمارها، مشيراً إلى أنّ غزّة "تمتلك عدداً من الطاقات الشابة (..) المستقبل جميل، وسيكون للموهوب الذي يستغل موهبته مكان جيد في المجتمع".

اقرأ أيضا:فنانو غزة رسموا بريشاتهم "رسالة سلام"
المساهمون