"المهرجان العربي لمسرح الطفل": عروض محلية

تمثّل ندرة النصوص العربية في مجال المسرح معضلة أساسية للمشتغلين، وخاصة تلك الموجّهة للأطفال حيث يلجأ أغلب المسرحيين إلى تقديم أعمال مكتوبة بلغات أجنبية، أو إعداد عروض تستند إلى أسلوب التوجيه والإرشاد، لذا بات مألوفاً تخصيص جوائز ومسابقات في تأليف النص ضمن العديد من المهرجانات، ومنها "المهرجان العربي لمسرح الطفل" الذي انطلقت فعاليات دورته السادسة مساء أمس الإثنين على خشبة "مسرح الدسمة" في الكويت وتستمر حتى الثاني والعشرين العشرين منه.

تركّز التظاهرة على "مفاهيم التنشئة الثقافية والاجتماعية والنفسية باعتبار المسرح هو الفضاء الفني والتربوي والإبداعي والتعليمي، إضافة إلى مسرح العرائس وعروض الأفلام المتحرّكة" بحسب الجهة المنظّمة ممثلة بـ"المجلس الأعلى للثقافة والفنون والآداب".

تم اختيار الفنان المسرحي الكويتي عبد الرحمن العقل (1953) شخصية المهرجان، الذي بدأت تجربته مطلع سبعينيات القرن الماضي، حيث شارك في بطولة عشرات المسرحيات تأليفاً وإخراجاً وتمثيلاً، منها "نعجة في المحكمة" (1970)، و"بحمدون المحطة" (1974)، و"متاعب صيف" (1976)، و"عزل السوق" (1980)، و"محلكمة علي بابا" (1985)، و"الكرة مدورة" (1988)، و"جنون البشر" (1997)، "الرجل الذئب" (2002)، و"الكابوس" (2011)، و"عائلة آدم" (2016).

تلافياً لانتقادات عديدة واجهتها الدورات السابقة حول مستوى الأعمال المشاركة، اقتصرت الدورة الحالية على خمسة عروض فقط؛ جميعها محلية باستثناء عرض قادم من العراق، ويأتي ذلك "وفق "لوائح ونظم معينة وحذر شديد في الاختيار حتى لا يحدث ما قد يتسبّب في ردود أفعال سلبية سواء من تواضع العروض أو الشريحة الموجهة للطفل ما بين 6 و13عاماً"، وفق بيان المنظّمين.

يُفتتح المهرجان بمسرحية" حديث السندباد" لـ علي العلي، الذي يقدّم من خلالها لوحات مختارة من شخصيات ورؤى صاغها عبد العقل في مسرحه طوال أكثر من أربعين عاماً، كما تُعرض "مملكة الأسود" لـ شملان هاني النصار، و"أماني" لـ عبد الله عبد العزيز المسلم، و"لوحة الزمن" لـ عبد الرحمن الهزيم، و"نافارا" لـ فهد الأحمد، إضافة إلى "الآيفون القصير" للمخرج العراقي علاء قحطان.

كما تنظّم ورشة متخصّصة بفن الدمى تديرها الأكاديمية خلود الرشيدي من الكويت، ومحاضرة بعنوان "مسرح الطفل بين التقليد والتجديد" للأكاديمية والناقدة الجزائرية جميلة الزقاي.