وتشير وكالة "بلومبيرغ"، إلى أنه لأكثر من عقدين من الزمن، كان الأمير بندر بن سلطان رجل المملكة العربية السعودية الأول في واشنطن، والصديق المقرب من عائلة بوش. وبعد استقالته في العام 2005، شغل سلسلة من المناصب في الرياض قبل أن يغيب عن المشهد.
ولكن عندما أقام السعوديون حفلاً في واشنطن خلال زيارة ولي العهد محمد بن سلمان، الأخيرة حضر الأمير بندر وتم تكريمه.
وعلى طاولة مجاورة جلس السفير الجديد للمملكة، الأمير خالد بن سلمان البالغ من العمر 30 عاماً - الشقيق الأصغر لولي العهد، وهو جزءٌ من جيل جديد من السعوديين الذين انتقلوا إلى واشنطن لترميم العلاقات مع الولايات المتحدة.
وتنقل "بلومبيرغ" عن علي الشهابي، وهو مصرفي سابق جاء إلى واشنطن في يناير 2017 لإنشاء مؤسسة فكرية مؤيدة للسعودية تُدعى "المؤسسة العربية السعودية": "بعد 11 سبتمبر، ضاق الخناق على السعودية. بعد علاقة وثيقة ومعقدة مع إدارة بوش، شعر السعوديون بأنهم مهمشون، وفي بعض الحالات مستهدفون بالسياسات في عهد الرئيس باراك أوباما. وضغطوا ضد الاتفاق النووي الإيراني ومشروع قانون أقره الكونغرس في عام 2016، والذي يسمح لأفراد عائلات ضحايا 11 سبتمبر بمقاضاة المملكة العربية السعودية".
ولفت إلى فشل محاولات وزير الخارجية عادل الجبير، لتعديل القانون. ووفقاً للإيداعات بوزارة العدل بموجب قانون تسجيل الوكلاء الأجانب، فإن المملكة أنفقت ما لا يقل عن 7.5 ملايين دولار على جماعات الضغط والعلاقات العامة في واشنطن لوقف ما يُعرف بقانون "جاستا".
كما أحضر السعوديون، المحاربين القدماء إلى الكونغرس من أجل إقناع أعضائه بأن القانون سيعرض حياة الجنود الأميركيين للخطر. وشملت النفقات فواتير بـ 270 ألف دولار للنزلاء ومصاريفهم أثناء إقامتهم بفندق ترامب الدولي. ولم ينجح كل هذا في وقف القانون ولا الدعاوى القضائية التي أعقبت تمريره. يقول الشهابي: "لقد كانت صفعة في وجه السعودية، أن جماعات الضغط كانت غير فعالة".
يقول مسؤول رفيع بالسفارة السعودية "إن مهمة الأمير خالد قبل كل شيء هي إعادة تنشيط العلاقة بين المملكة والولايات المتحدة في جميع المجالات".
كما حاولت السعودية خلق صداقات في البيت الأبيض، فأوجد بن سلمان علاقة قوية مع جارد كوشنر، صهر الرئيس الأميركي، دونالد ترامب. وبعد فرض الحصار على دولة قطر بتهمة التعاطف مع إيران، أدت الخطوة السعودية لصدع بين البيت الأبيض ووزير الخارجية السابق ريكس تيلرسون الذي أكد لقطر التزام الولايات المتحدة بدعمها المستمر لها. ولكن عاد ترامب وغيّر موقفه الداعم للسعودية واستقبل أمير قطر في المكتب البيضاوي وأثنى على جهود قطر في مكافحة الإرهاب.
إذن، لا شك أن السعودية تعيد النظر في استراتيجيتها للضغط في واشنطن، وكل ذلك بهدف تقليل الاعتماد على الإمارات بعد الفشل الذريع لضغوط البلدين في واشنطن.