دخلت المشاورات التي ترعاها السعودية بين الحكومة اليمنية المعترف بها دولياً، والمجلس الانتقالي الجنوبي المدعوم إماراتياً، مرحلة جديدة من التعقيدات، مع اتساع رقعة المكونات التي ستشارك الانفصاليين حصة المحافظات الجنوبية من حكومة الشراكة المرتقبة.
وبعد أيام من تفاهمات طفيفة وضغوط سعودية أثمرت عن قبول المجلس الانتقالي الجنوبي بخفض سقف مطالبه من التمثيل الكامل لحقائب المحافظات الجنوبية إلى 4 حقائب فقط، عاد الجدل مجدداً حول هوية المكونات التي ستوكل لها باقي الحقائب.
وقال مصدر حكومي يمني، طلب عدم الكشف عن هويته لـ"العربي الجديد"، إن المجلس الانتقالي انقلب على اتفاقات الأيام الماضية، ووضع تعقيدات جديدة في طريق المشاورات الجارية بفندق الريتز كارلتون.
وذكر المصدر أن الانفصاليين يريدون إعادة النقاش من جديد حول الاتفاق الذي كانوا سيحصلون بموجبه على 4 حقائب من إجمالي 12 للمحافظات الجنوبية في حكومة الشراكة التي نص عليها اتفاق الرياض.
المجلس الانتقالي انقلب على اتفاقات الأيام الماضية، ووضع تعقيدات جديدة في طريق المشاورات الجارية بفندق الريتز كارلتون
ويسعى الانتقالي للظفر بحقائب إضافية، سواء كانت خالصة له بالكامل، أو بالتحالف مع مكونات سياسية مثل الحزب الاشتراكي اليمني، أو بفرض حقيبة تخص الساحل الغربي وقوات طارق صالح، نجل الرئيس اليمني السابق، والمرابطة في مدينة المخا، على البحر الأحمر.
ويواصل المجلس الانتقالي سياسة التصعيد ضد الحكومة الشرعية وحشد الشارع باعتباره صاحب الشعبية الأكبر في المحافظات الجنوبية، وذلك بإكمال الترتيبات لتظاهرة كبرى السبت المقبل في محافظة المهرة، بعد أسبوع من حشد مماثل في محافظة حضرموت شرقي البلاد.
ووفقاً للمصدر الحكومي، فقد نجحت الشرعية بإدراج مكونات المهرة وحضرموت وأبين ضمن الـ12 حصة من المحافظات الجنوبية اليمنية، والتي ستحظى المحافظات الشمالية بنصيب مماثل فيها.
وقال الناطق الرسمي لوفد حضرموت المشارك في مشاورات الرياض، أكرم نصيب العامري، في تدوينة على تويتر، مساء الخميس، إن تمثيل حضرموت سياسيًا بعدالة وإنصاف يشكّل ضمانة إضافية للاستقرار المستدام للداخل الوطني والإقليمي.
ولفت إلى أن وفدهم أجرى العديد من اللقاءات والمشاورات مع الأطراف السياسية المنفذة لاتفاق الرياض، الذين تفهموا ضرورة تمثيل حضرموت سياسياً، وأن المشاورات مستمرة.
ومع استمرار الجدل الدائر منذ أسابيع حول تنفيذ الشق السياسي لاتفاق الرياض، عاد السفير الأميركي لدى اليمن، كريستوفر هنزل، لعقد مشاورات مع الأطراف اليمنية، حيث التقى رئيس البرلمان سلطان البركاني.
ووفقاً لوكالة "سبأ" الخاضعة للشرعية، فقد أشار رئيس البرلمان إلى جهود الحكومة المبذولة في تنفيذ اتفاق الرياض باعتباره خطوة هامة نحو تصحيح مجمل الاختلالات وتوحيد الصف الوطني لمواجهة الانقلاب الحوثي.
وكان المستشار الرئاسي ونائب رئيس مجلس البرلمان عبد العزيز جباري قد أعرب، في وقت سابق الخميس، عن تشاؤمه تجاه الحديث عن نجاح الحوار الدائر بفندق الريتز كارلتون في الرياض.
وقال المسؤول اليمني، في تصريحات نقلتها قناة "بلقيس" المحلية، إن اتفاق الرياض الذي رعته السعودية لم ينفذ على أرض الواقع حتى الآن، رغم الترويج الكبير الذي حصل له، لافتاً إلى أن بمقدور السعودية والإمارات تنفيذ الاتفاق، وحل مشكلة عدن منذ وقت مبكر، لكنهما لا تريدان الحل لكثير من مشاكل اليمن.