الدراسة تبحث في الكيفية التي يجذّر بها الكيان الصهيوني من خلال لجوئه إلى أدب الأطفال وخاصة المسرحيات تصوّرات محدّدة حول القدس وتهويدها، أي أنها تصوّرات عقائدية يمرّرها المسرح مستعيناً بشتى الوسائل البصرية والسمعية المؤثرة.
يأتي الكتاب في خمسة فصول؛ الأول يتطرّق إلى خلفية تاريخية عمومية من ناحية مكانة القدس الدينية عند اليهود والعرب، والثاني عن نشأة المسارح الفلسطينية وتلك التي أسّسها الاحتلال الإسرائيلي.
أما الفصل الثالث فتستطرد فيه الكاتبة الحديث عن تقنيات البناء الفني لمسرحيات الأطفال، وفي الفصل الرابع تتناول أشهر مسرحيات الأطفال العبرية، قبل أن تختتم في الباب الخامس بتحليل للغة الحوار في كل من المسرحيات التي ذكرتها في الكتاب.
في مقدمتها، تقول سيف الدين إن المسرحيات العبرية تحاول إثبات يهودية القدس من خلال الاستعانة بأحداثٍ تاريخيةٍ، وتلجأ إلى غرس تصورات ذات مرجعية دينية تؤكد على يهودية المدينة، لافتة إلى سلاسة اللغة التي يقرب بها كتاب الطفل الإسرائيليين هذه الأفكار وجاذبية الأسلوب الذي يخاطبون الطفل من خلاله
هذا هو الكتاب الثاني لسيف الدين، فقد أصدرت الباحثة دراسة حول "انعكاسات مفهوم التعايش في المسرح الإسرائيلي"، وفيه تدرس التعايش كمفهوم أيديولوجي والذي له أهمية كبيرة في معرفة إن كانت "إسرائيل" تسعى فعلاً للسلام والتعايش مع العرب.
وتلفت المؤلفة إلى أن مسألة التعايش كأيديولوجية جديدة قد تدفع الجيل الجديد من العرب إلى تجاهل القضية الفلسطينية من أجل الانخراط في ثقافة مجتمع جديد، تفادياً لمزيد من الحروب والدمار.