في محاولة للخروج من الأطر التقليدية للعمل المسرحي، وتقصير المسافة بين الخشبة والمتفرج داخل القاعة، نظمت مؤسسة "المسرح الوطني" في تونس بالتعاون مع "الوكالة الوطنية للتحليل النفسي الحضري" تظاهرة "تونس على الأريكة: لنحلل تونس نفسياً" التي استمرت أسبوعين واختتمت ليلة أمس في بطحاء الحلفاوين في مدينة تونس العتيقة.
تنطلق التظاهرة من سؤال "كيف يمكن أن نجسّ نبض البلاد من خلال كلمات سكّانها؟" وهي عبارة عن ورشات في الفضاءات العمومية جمعت ممثلين وطلبة مسرح مع أخصائيين في علم النفس ومواطنين عابرين في أماكن متفرقة من تونس العاصمة من مختلف الفئات (فنانين، أطباء، مهندسين، أساتذة، طلبة..).
تقول منسقة التظاهرة آسيا الجعايبي لـ "العربي الجديد" أن "هذا مشروع قام على ثنائية الواقع والأداء، وهو يحمل بعدين؛ بعدٌ علمي بدراسة تغيرات الفرد وبعد تعليمي بتدريب طلبة المسرح على التعامل مع الفضاءات العامة".
وحول هذه النقطة توضّح الجعايبي أن "أحد أبرز أهداف التظاهرة هو توطيد علاقة الممثل بالشارع، والتأكيد على أن عمله لا يقتصر فقط على فضاء التدريب والعرض، وهي فرصة كي يتعامل مع المواطن الذي يأتيه إلى العرض، ولكنه في الشارع يكون مختلفاً عما هو عليه في الصالة".
تعتبر التظاهرة تطبيقاً لطريقة "التحليل النفسي الحضري" التي ابتكرها باحثون- ممثلون في فرنسا (لوران بوتي وشارل التورفار وكاميل فوشار) في إطار ما عرف بالمنهج العلاجي للمدن.
اليوم الختامي خصّص لاستعراض نتائج المشروع وجاء فيه أن "تونس تعاني من عدة اضطرابات نفسية وتعيش ازدواجية في شخصيتها، وهي ازدواجية تنعكس على المواطن حيث تمتلئ حياته اليومية بالأحداث السارة والأليمة في آن واحد".