أعلن ما يسمى تنظيم "الدولة الإسلامية" (داعش)، اليوم السبت، مسؤوليته عن الاعتداء الإرهابي على مسيحيين، والذي وقع في محافظة المنيا المصرية أمس وأسفر عن مقتل 29 شخصاً، من بينهم أطفال، ونساء، فيما قالت القوات المسلحة المصرية، إنها "نفذت عددًا من الضربات المركزة" بليبيا.
وقال تنظيم "داعش" في بيان عبر تطبيق تليغرام "قامت مفرزة أمنية من جنود الخلافة بنصب كمين محكم لعشرات النصارى" غربي مدينة المنيا عاصمة المحافظة. وأضاف أن مقاتليه أحرقوا إحدى سيارات المسيحيين.
من جهتها، قالت القوات المسلحة المصرية، إن قواتها الجوية "نفذت عددًا من الضربات المركزة، نهارًا وليلاً"، استهدفت عددًا ممن أسمتهم بـ"العناصر الإرهابية" داخل الأراضي الليبية، وذلك بعد"التنسيق والتدقيق الكامل لكافة المعلومات، وشاركت فيها تشكيلات من المقاتلات متعددة المهام".
وحسب بيان رسمي "أسفرت الضربة عن تدمير كامل للأهداف المخططة، التي شملت مناطق تمركز وتدريب العناصر الإرهابية، التي شاركت في التخطيط والتنفيذ للحادث الإرهابي الغادر الذي استهدف عدداً من المواطنين بمحافظة المنيا".
وأضاف البيان أن القوات المسلحة نفذت مهامها "للرد بكل قوة لحماية السيادة المصرية، وردع أي محاولة للمساس بعزة وكرامة شعبها العظيم".
واختتم البيان قائلًا إن "ذلك يأتي بتكليفات من الرئيس عبد الفتاح السيسي، وانطلاقًا من دور القوات المسلحة الرئيسي في تأمين وحماية الدولة المصرية والحفاظ على الأمن القومي المصري".
ويعتبر الإعلان الثاني من الجانب المصري عن تنفيذ ضربات داخل ليبيا، حيث أعلنت القوات المسلحة ليلة أمس عن تنفيذ 6 طلعات جوية استهدفت ما قالت إنها "معسكرات تأوي إرهابيين في درنة الليبية".
وقال بيان للجيش المصري إن قواته الجوية شنت غارات يوم الجمعة على معسكرات في ليبيا قال إنها تُستخدم في تدريب "إرهابيين قتلوا عشرات من المسيحيين في وقت سابق من يوم الجمعة".
ونشر الجيش صورة لطيارين يستعدون لتنفيذ الضربات وطائرات حربية وقت الإقلاع.
من جانبها، أعلنت قوات شرق ليبيا أنها شاركت في الغارات الجوية التي شنتها القوات الجوية المصرية في مدينة درنة الليبية أمس الجمعة.
وقال المكتب الإعلامي للقوات الجوية لشرق ليبيا في بيان إن الغارات استهدفت قوات مرتبطة بالقاعدة في عدد من المواقع وستعقبها عملية برية.
وقال المتحدث باسم مجلس الشورى، محمد المنصوري، في تسجيل مصور بُث على الإنترنت إن الغارات الجوية المصرية لم تصب أيا من معسكرات الجماعة وإنما أصابت مناطق مدنية.
ويعتبر إعلان الجيش المصري عن تنفيذ ضربات جوية داخل ليبيا، بناءً على توجيهات من السيسي، من دون أخذ لرأي مجلس الدفاع الوطني، أو موافقة مجلس النواب، مخالفة لنص المادة (152) من دستور مصر، التي تنص على أن "رئيس الجمهورية لا يُعلن الحرب، ولا يُرسل القوات المسلحة في مهمة قتالية إلى خارج حدود الدولة، إلا بعد أخذ رأي مجلس الدفاع الوطني، وموافقة مجلس النواب بأغلبية ثلثي الأعضاء. فإذا كان مجلس النواب غير قائم، يجب أخذ رأي المجلس الأعلى للقوات المسلحة، وموافقة كل من مجلس الوزراء، ومجلس الدفاع الوطني".
وفي وقت شكك فيه مراقبون بصحة ما جاء في بيان الجيش بشأن "التأكد من اشتراك العناصر الليبية في التخطيط والتنفيذ للحادث الإرهابي الذي وقع بمحافظة المنيا"، قال مصدر برلماني مصري في تصريح خاص، إن مجلس النواب لن يلتفت إلى انتهاك السيسي للدستور، بدعوى أن "البلاد تخوض حرباً ضارية ضد قوى الإرهاب".
وهاجم مسلحون، ظهر الجمعة، حافلتين كانتا تقلان مسيحيين كانوا في طريقهم من محافظة بني سويف متوجهين إلى دير الأنبا صموئيل المعترف، بالطريق الصحراوي الغربي أمام مركزالعدوة شمال محافظة المنيا، وأمطروهم بوابل من الرصاص ما أدى إلى سقوط 26 قتيلًا و25 مصابًا على الأقل، بحسب وزارة الصحة.
وقال شهود عيان إن مسلحين ملثمين أطلقوا الرصاص على الأقباط خلال توجههم للصلاة في الدير. وأضافوا أن الضحايا كانوا يستقلون حافلتين وشاحنة صغيرة وأن الملثمين أوقفوهم على أول طريق غير ممهد يؤدي إلى الدير وأطلقوا عليهم النار.
ونظم المئات من أهالي الضحايا، مظاهرة أمام مستشفى مغاغة العام، نددوا فيها بالحادث الإرهابي. وردد المشاركون في المظاهرة هتافات، منها (بالروح والدم نفديك يا صليب)، و(يانموت زيهم يا نجيب حقهم)، وكثفت سلطات الأمن من تواجدها أمام المستشفى.