وضربت سلسلة تفجيرات بروكسل، صباح اليوم الثلاثاء، تسببت في سقوط 34 قتيلاً وعشرات الجرحى، بحسب هيئة الإذاعة البلجيكية، فضلاً عن إعلان حالة الطوارئ القصوى في البلاد. وأعلنت الحكومة البلجيكية الحداد لمدة ثلاثة أيام في مختلف أنحاء البلاد.
وبدت بروكسل أشبه ما تكون بمدينة أشباح، في أعقاب الاعتداءات. لا مترو ولا قطارات ولا طيران. كما توقفت حركة القطارات من وإلى بروكسل، فيما يحاول الشرطة والجيش البلجيكيان طمأنة المواطنين الذين يعيشون ظروف قلق منذ أشهر عدة، "لحظات سوداء تعيشها بلجيكا"، كما قال رئيس الوزراء البلجيكي.
"إخفاق أمني واستخباراتي كبير في بلجيكا في تدارُك ما حدث"، هذا ما يقوله سكان بروكسل، وهم ينظرون بقَدَرية وعجز إلى ما حدث.
ولكنّ المحللين والمتخصصين في الحركات الجهادية يرون أن من الصعوبة على بلجيكا وحدها التعامل مع نحو 500 جهادي بلجيكي سبق لهم أن سافروا إلى سورية.
ويرى هؤلاء أن ما تم تصويره عند اعتقال المتهم الأول باعتداءات باريس صلاح عبد السلام، واعتبار ذلك إمساكاً بـ"سمكة إرهابية كبيرة"، لم "يكن صحيحاً"، على حد قولهم. فمحمد أبريني، صديق طفولة صلاح عبد السلام، ونجم العشراوي أخطر ودورهما في العمليات الإرهابية ودورهم في تفجيرات باريس كان أكبر، وقد سبق للعشراوي، نفسه، أن سافر إلى سورية.
وبحسب المدعي العام البلجيكي، فإن أحد منفذي تفجيري مطار بروكسل انتحاري، لافتاً إلى أنه لا تتوفر حتى اللحظة معلومات إضافية حول تفاصيل التفجيرات. وأفادت وسائل إعلام بلجيكية، عن وقوع انفجار في محطة للمترو في حي مالبيك بالعاصمة، سبقه تفجير انتحاري استهدف مطار بروكسل الدولي وعثور على ثلاثة أحزمة ناسفة لم تنفجر في قاعة المغادرة داخل المطار، ما يطرح تساؤلات كبيرة حول كيفية وصول الأحزمة والانتحاري إلى داخل المطار، أم أنّ الأمر عبارة عن تواطؤ ما من أحد الموظفين داخل المطار.
إلى ذلك، أفادت هيئة الإذاعة البلجيكية، أنه عثر على ثلاثة أحزمة ناسفة في مطار بروكسل، فيما طالبت المفوضية الأوروبية من موظفيها ملازمة منازلهم أو مكاتبهم بعد الانفجارات.
اقرأ أيضاً: بلجيكا تغلق مطار ومترو بروكسل بعد سلسلة تفجيرات
من جهتها، ذكرت المنظمة الأوروبية لسلامة الطيران والملاحة الجوية (يوروكونترول)، أنّه تم إغلاق المطار وإلغاء كافة الرحلات منه، وتحويلها إلى مطار لييج الدولي في بروكسل.
وبدأت سلطات المطار إخلاءه من الركاب والعاملين بعد الانفجارات التي قيل إنّها وقعت قرب مكتب الخطوط الجوية الأميركية. كما تم إيقاف حركة القطارات الواصلة بين مدينة بروكسل والمطار.
وسُمع انفجار في قاعة المسافرين تلاه انفجار ثان، بحسب وسائل الإعلام البلجيكية التي أشارت إلى أن العديد من الأشخاص كانوا يهرعون خارج المطار تاركين أمتعتهم. وكان الدخان يتصاعد من المبنى، بحسب مشاهد نقلتها الشبكات التلفزيونية.
ونقلت وكالة "رويترز" عن وسائل إعلام بلجيكية، أن إطلاق نار سبق الانفجارين في مطار بروكسل.
وقالت المتحدثة باسم سلطات المطار، انكي فرانسين "كان هناك انفجاران في قاعة المغادرة. وفريق الإسعافات الأولية في المكان يقدم المساعدة".
واقتيد الركاب إلى مدرج الإقلاع، وطالب مركز الأزمات كافة المسافرين بعدم الحضور إلى المطار.
ووقع الانفجاران بعد أيام فقط من اعتقال صلاح عبدالسلام، المتهم الرئيسي في هجمات باريس في بروكسل.
اقرأ أيضاً: تفجيرات بروكسل تهوي بالبورصات الأوروبية
اقرأ أيضاً: المفوضية الأوروبية تمنع موظفيها من الخروج بعد تفجيرات بروكسل
اقرأ أيضاً: إصابة ثلاثة ضباط في عملية أمنية جنوبي بروكسل