وأكد مسؤول المكتب السياسي في لواء المعتصم المشارك في عملية درع الفرات مصطفى سيجري لـ"العربي الجديد"، اليوم الأربعاء، أنه "تم السيطرة على جبل الشيخ عقيل، وهو مشرف على المدينة"، مضيفا أننا "نواجه مقاومة شرسة من التنظيم الذي اتخذ من المدنيين دروعا بشرية، ويمنعهم من مغادرة المدينة، في محاولة لعرقلة تقدمنا".
من جانبه، قال الناشط الإعلامي محمد شرقاط لـ"العربي الجديد"، إن "مقاتلي الجيش السوري الحر تقدموا من جهة كازية سالم الشيخ الأولى، والزراعة وبستان سامي الأبو نوري".
وكانت مصادر تركية وأخرى ميدانية، ذكرت في وقت سابق صباح اليوم لـ"العربي الجديد"، أنّ قوات "درع الفرات" وبمساعدة من الطيران التركي، تمكّنت من السيطرة على الطريق الرئيسي بين مدينة الباب ومدينة حلب، لتقطع الطريق بذلك بين مقاتلي "داعش" في الباب، وريف حلب الجنوبي الغربي.
وتشهد المناطق المحيطة بمدينة الباب، اشتباكات عنيفة، وسط تأكيد الجيش التركي مقتل أربعة جنود أتراك، وجرح 15 آخرين، بعضهم بحالة خطرة أثناء الاشتباكات.
وأكد بيان القوات المسلحة التركية "مقتل أربعة جنود أتراك وجرح 15 آخرين حول مدينة الباب أثناء مساندتهم قوات الجيش السوري الحر التي تخوض معارك عنيفة مع داعش"، مشيرا إلى أن "بعض الجرحى في حال خطرة، ما يرجح ارتفاع عدد القتلى"، بينما أكد البيان "مقتل أكثر من أربعين من عناصر التنظيم".
وأشار البيان إلى استمرار الاشتباكات مع عناصر "داعش" للسيطرة على إحدى التلال الاستراتيجية بالقرب من مستشفى مدينة الباب التي سيطرت عليها المعارضة، في وقت سابق.
وكانت القوات المسلحة التركية، قد أصدرت، صباح اليوم، بيانا أكدت فيه أن المقاتلات التركية دمّرت 48 هدفًا لداعش في منطقة الباب بريف حلب السورية، في إطار عملية درع الفرات، أمس الثلاثاء.
وأشار البيان أن وحدات الكشف عن المتفجرات التركية، أبطلت مفعول 53 قنبلة مصنعة يدويًا، في المناطق المحررة من أيدي عناصر التنظيم.
وتدعم تركيا فصائل سورية معارضة عدة، شكّلت جبهة واحد تحت مسمى "درع الفرات"، بدأت بتحرير مدينة جرابلس في الشمال السوري، لتمتد لاحقاً إلى الغرب وتسيطر على مئات القرى والبلدات، إلى أن وصلت إلى مدينة الباب، معقل تنظيم داعش شرقي حلب، وما تزال تحاصرها، سعياً لاستعادة السيطرة عليها.
وفي إطار الإشراف على سير العمليات في المنطقة، تفقّد رئيس هيئة الأركان التركية خلوصي أكار، غرفة إدارة عملية "درع الفرات" في ولاية كليس الحدودية، وذلك برفقة قائد القوات البرية الفريق الأول زكي جولاق.
وقالت القوات المسلحة التركية، في بيان، إنّ أكار زار الوحدات العسكرية في كل من كليس وهطاي، جنوبي البلاد، قبل أن ينتقل إلى كتيبة الحدود الثالثة في كليس، ومنها إلى غرفة إدارة عمليات "درع الفرات".
في غضون ذلك، تتواصل الاشتباكات بين "داعش"، ومليشيا "قوات سورية الديمقراطية" (قسد)، المدعومة بطائرات التحالف الدولي بقيادة واشنطن، في ريفي الرقة الغربي والشمالي الغربي، إذ قصفت طائرات حربية تابعة للتحالف، مدينة الطبقة في الريف الغربي لمحافظة الرقة.
وتمكّنت مليشيا "قوات سورية الديمقراطية"، من الوصول إلى ضفاف نهر الفرات بريف الرقة الغربي، وتحاول توسيع سيطرتها في المنطقة.
وأعلنت غرفة عمليات "غضب الفرات"، التي تقودها "قسد" ذات الغالبية الكردية، نتائج المرحلة الثانية من العمليات العسكرية، الرامية إلى السيطرة على الريف الغربي في محافظة الرقة، وعزل مدينة الرقة التي يسيطر عليها "داعش".
وقالت قيادة الغرفة، في مؤتمر صحافي، في ريف الرقة الغربي، إنّ "المرحلة الثانية انتهت بالسيطرة على مساحة 1300 كيلو متر مربع، خلال عشرة أيام، بينها 97 قرية، وعشرات المزارع والكثير من التلال، مشيرة إلى أنّ التقدّم كان من محورين، وهما القادرية وحور كردوشان".
وأضافت أنّه تم خلال العملية قتل 96 من عناصر "داعش"، إضافة إلى إزالة وإبطال مفعول 5500 لغم، والسيطرة على كميات كبيرة من الأسلحة والذخائر.
وكانت الغرفة، قد أعلنت نتائج المرحلة الأولى من العملية، بالسيطرة على مساحة 550 كيلومتراً مربعاً، تضم 34 قرية و31 مزرعة، وبعض التلال والمراكز الاستراتيجية.
وعلى المقلب الآخر، أعلن "داعش"، مساء أمس الثلاثاء، أنّه قتل وجرح العشرات من "قوات سورية الديمقراطية" إثر تفجير سيارة مفخخة، واشتباكات بين الجانبين.
وأوضح التنظيم، في بيان، نشرته وكالة "أعماق" التابعة له، أنّ أحد مقاتليه فجّر سيارة مفخخة وسط تجمع لمقاتلي "قسد"، في قرية الغنو شرقي بلدة الجرنية غربي مدينة الرقة، ما أسفر عن مقتل 23 من أفراد المليشيا وإصابة أكثر من عشرين، فيما قتل 4 آخرون من مقاتلي "قسد" خلال اشتباكات تلت التفجير.
وبحسب ناشطين، فإنّ "داعش" يسعى إلى إعاقة تقدّم "قسد"، مستفيداً خاصة من الأسلحة التي استولى عليها خلال معارك مع قوات النظام السوري، في مدينة تدمر.