ولفتت الصحيفة، إلى أنّ دولة الإمارات كانت قد نقلت بعضاً من قواتها العسكرية إلى جزيرة سقطرى اليمنية، لتسيطر على مينائها ومطارها، وطردت منهما العمال اليمنيين، في خطوة تسبّبت باحتجاجات دفعت بالحكومة اليمنية في المنفى، إلى طلب التدخل السعودي لحل الأزمة.
ورغم تصريحات رئيس الوزراء اليمني أحمد عبيد بن دغر، عن انتهاء الأزمة حول سقطرى، وعودة العلم اليمني ليرفرف فوق موانئ الجزيرة البحرية والجوية، كشفت الصحيفة البريطانية، في حواراتها مع السكان عن واقع يخالف هذه الصورة.
وقالت الصحيفة، إنّه، ومنذ بدء الحرب اليمنية، توسّع نفوذ الإمارات في سقطرى، بهدف فرض سيطرتها عليها كلياً، حيث بنت قاعدة عسكرية، وأجرت تعداداً للنفوس، وأعدت لاستفتاء مماثل لما جرى في جزيرة القرم بين أوكرانيا وروسيا.
غير أنّ وصول القوات السعودية إلى سقطرى، هدّأ من الطموح الإماراتي، ورسم ملامح تنافس خليجي على النفوذ في جنوب اليمن، وفق الصحيفة.
وتسعى الإمارات، بحسب "ذي إندبندنت"، لبناء إمبراطورية في خليج عدن تشمل جنوبي اليمن وأرض الصومال وجيبوتي وإرتيريا وبور سودان، وهي جميعها مناطق على المدخل الجنوبي للبحر الأحمر، والذي يعد أهم معبر للغاز والنفط في العالم، في مسعى لتحدي الهيمنة السعودية على المنطقة.
ونقلت الصحيفة عن مصادرها، أنّ رئيس الوزراء اليمني، عندما توجّه إلى سقطرى، قبل أسبوعين، لحل الأزمة، إنما كان عالقاً فيها ومرتهناً للإرادة الإماراتية، التي اعتمدت على قوتها العسكرية. وفي مسعى للتخلّص من النفوذ الإماراتي، طلبت الحكومة اليمنية من وفد سعودي القدوم للتوسط، إلا أنّ السعوديين جلبوا معهم قواتهم العسكرية، في 13 مايو/ أيار. وظهرت بعد ذلك صور للقوات الإماراتية تغادر سقطرى.
في المقابل، قال مسؤول محلي من مؤيدي الإمارات، لـ"ذي إندبندنت"، إنّ القوات الإماراتية لا تزال موجودة في سقطرى، وإنّ السكان "سعيدون بهذه الحقيقة"، بحسب رأيه.
وعلّق طارق سلام حاكم عدن، التي تتواجد فيها القوات الإماراتية بحجة حمايتها من تنظيم "القاعدة"، قائلاً إنّ الإمارات تسعى لجعل سقطرى "الإمارة الثامنة".
وقالت توكل كرمان اليمنية الحائزة على جائزة "نوبل" للسلام، للصحيفة، إنّ "القوات الإماراتية لم تغادر سقطرى، وتوجد هناك الآن قوات سعودية أيضاً". وأضافت "نرفض استبدال الاحتلال الإماراتي بآخر سعودي. تتناوب هذه الدول في تدمير اليمن وفرض إرادتها، وفي سقطرى يؤثر ذلك أيضاً على النظام البيئي الحيوي".
وذكرت الصحيفة أنّ السعوديين ينوون البقاء في سقطرى، مشيرة في هذا الإطار، إلى استثمارهم في البنية التحتية فيها من مياه وكهرباء.
وبالإضافة إلى تنافس السعوديين والإماراتيين وحاكم عدن على سقطرى، لفت الصحيفة أيضاً إلى الشيخ عبد الله بن عيسى العفرار المنحدر من سلالة السلطنة العفرارية التي حكمت سقطرى ومهرة التي تقع في شرقي اليمن وعلى الحدود مع سلطنة عمان، حتى عام 1967.
وأوضحت الصحيفة أنّ العفرار مقيم في عمان ومدعوم من السلطنة، وكان قد زار مهرة، الأسبوع الماضي، والتي تخضع للسيطرة السعودية، منذ ديسمبر/كانون الأول الماضي، ناشراً "المشاعر المعادية" للتحالف العربي فيها، وراسماً نفسه بديلاً أفضل لمستقبل أراضي السلطنة السابقة لعائلته، بحسب الصحيفة.
وقالت "ذي إندبندنت" إنّ "الغموض الحائم حول طبيعة صفقة القوات السعودية في سقطرى، يزيد من طبيعة القلاقل الناجمة عنها".
وأضافت أنّه "رغم التصريحات الصادرة عن الخارجية الأميركية، وتركيا، ومكتب المبعوث الدولي إلى اليمن مارتن غريفيث، بضرورة التهدئة وعدم الانجرار وراء التصعيد، لا تزال طبيعة نوايا التحالف العربي في الجزيرة غير واضحة".
وختمت الصحيفة تقريرها بالقول إنّ "أزمة جزيرة سقطرى اليمنية كشفت أمراً واضحاً، وأبرزت العديد من التصدعات الموجودة داخل صفوف التحالف العربي بقيادة السعودية في اليمن".