لا جديد تحمله احتفالية "عاصمة الثقافة الإسلامية" الذي تستضيفها عام 2017 العاصمة الأردنية وثلاث مدن إسلامية، هي: ستار في السودان ومشهد في إيران وكمبالا في أوغندا، في تقليد أطلقته "المنظّمة الإسلامية للتربية والعلوم والثقافة" (الإيسسكو) منذ عام 2005.
تتسلّم عمّان راية العاصمة من الكويت التي نظّمت التظاهرة العام الحالي بالاشتراك مع مدينتي ماليه في جزر المالديف، وفريتاون في سيراليون، وباستثناء بيان أصدرته وزارة الثقافة الأردنية، أمس، حول "احتضان البلد لعدد من الآثار، من أضرحة لصحابة ومساجد عتيقة وقصور إسلامية"، فليس هناك أي تصوّر أو خطة ملموسة حتى اللحظة.
الوزارة التي تنخفض ميزانيتها كل عام، وهي لا تكفي لتشغيل مراكزها الثقافية وفعالياتها الدورية إلى جانب رواتب موظّفيها؛ تكتفي بالحديث عن "الدور الأردني في إعمار المسجد الأقصى وقبّة الصخرة" ومؤخراً ترميم بعض معالم كنيسة القيامة في القدس المحتلة، وعن "رسالة عمّان" التي تدعو إلى حوار الأديان والتسامح بين أتباعها.
بالطبع، أعادت الوزارة توظيف هذه المفردات لتخلص إلى مقولة أصبحت تتكرّر بتنويعات مختلفة لدى تنظيمها أي حدث ثقافي، وهي أن "عمّان عاصمة حقيقية ودائمة للثقافة الإسلامية المنفتحة والمستندة على الجوهر الحقيقي للإسلام في ظلّ الجهل المعرفي والتطرف الفكري والإرهاب الديني".
لا تشذّ "الثقافة" الأردنية عن شقيقاتها في بلدان إسلامية أخرى، تعاملت مع الاحتفالية باعتبارها حدثاً بروتوكولياً يفرض إقامة مهرجان هنا ومؤتمر هناك، في محاولة لـ "تقديم صورة حقيقية عن الحضارة ذات المنزع الإنساني"، وفق الأهداف التي وضعتها "الإيسسكو" للتظاهرة، والتي تستحقّ مراجعة جديّة حول ما حقّقته عواصم الثقافة الإسلامية على هذا الصعيد.