في أواخر القرن التاسع عشر، تصاعد التنافس بين بريطانيا وإيطاليا للهيمنة على سواحل شرقي أقريقيا والصراع على تجارتي الرقيق والسلاح ولتأسيس مستعمرات جديدة في المناطق التي كان يخضع بعضها لسلطان عُمان منذ نهايات القرن السابع عشر.
"عُمان في الوثائق الإيطالية" عنوان المحاضرة التي تقدّمها الباحثة ناهد عبد الكريم مساء غدٍ الثلاثاء في "النادي الثقافي" في مسقط، وتلقي الضوء خلالها على مرحلة شهدت توقيع الاتفاقية العُمانية البريطانية (1891) والحركة التجارية في الخليج وجنوب الجزيرة العربية وحركة السفن والتقارير التي كان يرسلها العملاء الإيطاليون إلى "خارجية" بلادهم حول أوضاع المنطقة.
تعود المحاضرة إلى الوثائق الخاصة بزنجبار (مجموعة جزر قرب تنزانيا كان تُحكم من مسقط)، والتي تكشف التنافس الاستعماري على أملاك العُمانيين في شرق أفريقيا بشكل عام في الصومال بشكل خاص، وتوضّح مراحل تقاسمها في فترة لاحقة.
تخصّص عبد الكريم جزءاً من محاضرتها إلى وثائق تتعلّق بـ أومبرتو عمر، أحد أبرز العملاء الإيطاليين السريّين، والذي عاش في عُمان بين عامي 1909 و1911، وقدّم معلومات مهمة جداً لحكومة بلاده عن حركة السلاح والذخائر التي تمر في الخليح العربي، وعلاقته مع السلطان، ومع قناصل الدول المؤثرة في ذلك الوقت وتنقلاتهم بين عُمان والهند وأفريقيا.
كما تتناول في مجموعة من المراسلات جانباً من حياة المجاهد الليبي سليمان باشا الباروني (1872 – 1940) ضد الاستعمار الإيطالي، والذي احتضنته عُمان منذ سنة 1824 حتى توجهه إلى الهند للعلاج من مرض الملاريا عام 1940 حيث مات، وفي هذه المراسلات تفاصيل لطبيعة عمل الباروني حيث كان مستشاراً للإمام محمد بن عبد الله الخليلي إمام مسقط.
تتضمّن الوثائق شرحاً مفصّلاً للاتفاقيات التي وقّعتها بلدان الخليج العربي مع بريطانيا وظروفها وملابساتها وتأثير ذلك على خريطة المنطقة، ومن بين المراسلات السريّة أيضاً معلومات عن مشروع بريطاني ألماني ضمن بعثة استكشاف لهما في نهر جوبا جنوب الصومال، وتقاسمه ليصبح ممراً مائياً للسفن القادمة من وإلى المحيط الهندي.