حمد، شاب أنهى دراسته الثانوية منذ سنوات، لكنه ولظروف خارجة عن إرادته، لم يستطع إكمال تعليمه العالي في الجامعة، يهوى الصحافة التي تعاني منذ سنوات قليلة من أزمة مالية سببها صعود الإعلام الإلكتروني، ولذلك فشل حمد في إيجاد عمل في الصحافة المقروءة يتناسب مع هوايته وطموحه.
قاده استطلاع للرأي أجراه موقع (SocialTime) إلى حقائق مهمّة حول أكثر برامج التواصل الاجتماعي قربًا إلى نفس حمد، أي تويتر. يقول الاستطلاع إن 79% من مستخدمي "تويتر يرون أن استخدامه للحصول على أخبار أسهل بكثير مقارنة ببقية شبكات التواصل الاجتماعي الأخرى، وأن %40 منهم يستخدمونه للحصول على الأخبار العاجلة.
وتقول الدراسة أيضًا إن قرابة 80% من مستخدمي تويتر، يأخذون الأخبار من خلال تصفّح الـTimline الخاص بهم بشكل اعتيادي، في حين يذهب 67% منهم إلى حسابات بعينها للحصول على الخبر، ويفتح 92% الروابط المرفقة ويقرأون تفاصيل الخبر.
وتشير الدراسة المنشورة في مارس/ آذار 2016، إلى أن الحصول على الأخبار يتمّ عبر أمرين: إمّا متابعة أفراد بعينهم (صحافيين وكتاب ومحللين)، أو متابعة قنوات وصحف إعلامية رسمية معينة.
يقول حمد إن هذه المعلومات توضّح مكانة تويتر في عالم الأخبار، لما يمتاز به الموقع من سرعة وواقعية وقرب من المستخدمين.
ويشرح حمد طبيعة عمله، مصدر رزقه الوحيد، بالقول: "لدي حساب إخباري على تويتر يتابعه الآلاف، وهو خاص بنشر الأخبار المحلية والعربية والعالمية، بالإضافة إلى مهمة تحميل الصور ومقاطع الفيديو التي تحقق مشاهدات عالية". ويلفت حمد إلى أن المتابعين لحسابه الإخباري يفوقون عددًا بعض متابعي الحسابات الرسمية لبعض أشهر الصحف الإلكترونية في الكويت.
كيف تحقق الانتشار؟ يجيب حمد أنه لم يحاول أبدًا شراء متابعين وهميين رغم أن ذلك كان في متناوله، فالمتابعة الوهمية لا تحقق الهدف التسويقي للحساب عند المعلنين، ولا المصداقية لدى المتابعين، لذلك وعن طريق علاقاتي الاجتماعية توصّلت إلى وسطاء لدى بعض مشاهير التواصل الاجتماعي لكي يروجوا لحسابي (خدمتي الإخبارية) في بداية انطلاقتها، وقد تم الأمر دون مقابل مادي من قبيل المساعدة لشاب طموح مثلي، فتحقّق المراد ووجدت تزايدًا في عدد المتابعين كل يوم.
ماذا يقدّم لهم حسابك الإخباري؟ فيقول: "كل الأخبار المحلية الجادة والطريفة، أما الأخبار العربية والعالمية فأختار حسب حسّي الصحافي، كل ما يهتم به المتابع في الكويت وأبتعد عن التحليلات السياسية العميقة".
ويكشف حمد عن مصادره التي يستقي منها الأخبار، وهم شبكة من الأصدقاء العاملين في عدد من وزارات وهيئات الدولة، والذين يزوّدونه بالمعلومات الصالحة للنشر وبعضها حصري، ودافعهم في ذلك مساعدته لأنهم يعلمون أن هذا العمل هو مصدر رزقه، مضيفًا أن مصادره اليومية تتشكّل من الأخبار التي تنشرها الصحف الإلكترونية والخدمات الإخبارية الأخرى. ويتطرق المتحدث إلى "مفارقة غريبة" في عمله فيقول: "في بعض الأحيان أنشر تغريدات خبرية نقلًا عن صحفٍ إلكترونية فتكون المفاجأة أن تحصل تغريدتي على تفاعل من المتابعين من خلال إعادة التغريد، أكثر من مصدر الخبر ذاته، رغم أنني أحرص على نسب الأخبار دائمًا إلى مصادرها، لكن ربّما لأن لدي متابعين يفوقونهم عددًا".
أما المردود المالي الذي يحققه من هذا العمل، فيعتمد على الإعلانات التجارية لبعض المنتجات، أو إعلانات مرشحي البرلمان الكويتي والمجلس البلدي. ووصف حمد ما حققه من عائدات بـ"الممتاز"، من إعلانات مرشحي الانتخابات البرلمانية في الكويت التي جرّت الشهر الماضي، يغطي ميزانيته الشخصية الشهرية مدة عامين كاملين، على حدّ قوله.
ويختم حمد قائلًا: "تويتر وغيره من برامج التواصل الاجتماعي فتح الباب مشرعًا لكل من يمتلك موهبة في التصوير أو الكتابة، لأن يمارس موهبته ويحترفها أحيانًا دون الحاجة إلى الواسطة، ويلغي الفكرة السائدة أيّام احتكار الصحافة والإعلام في يد أباطرة المال والأعمال والمسؤولين. عملي جعلني بمثابة وكالة أنباء مقرّها غرفتي، أو أي مكان تتاح فيه خدمة الإنترنت".