لم تتردد الصحافية الفلسطينية وفاء عبد الرحمن، ومجموعة من أصدقائها، في تكوين مؤسسة إعلامية تُعنى بدمج المرأة في المجتمع وإبراز دورها، وذلك بعد استشعار أهمية الإعلام في التركيز على قضايا المرأة فلسطينياً.
وتعتمد مؤسسة "فلسطينيات" في مضمونها وفكرها الأساسي على توظيف وتشغيل وإبراز دور المرأة الفلسطينيّة عموماً، والإعلاميات الفلسطينيات على وجه الخصوص. وتوضح مديرة مؤسسة "فلسطينيات"، وفاء عبد الرحمن، لـ"العربي الجديد"، أهمية دور الإعلام في تشكيل وعي المواطن العربي والتأثير على مجريات الأحداث، فقررت المؤسسة التركيز على هذا الجانب وتقديم خطاب بديل عن الخطاب الحزبي السائد، إضافةً إلى إبراز دور المرأة التي يمكنها أن تعمل إلى جانب الرجل بكل كفاءة.
وعملت المؤسسة على رصد وسائل الإعلام. فرصدت التحيُّز المبني على الجنس والنوع الاجتماعي، إضافةً إلى التحيز الانتخابي، واطّلعت على القوانين العامة والخاصة والسياسات التحريرية وأخلاقيات العمل الإعلامي.
وتشير عبد الرحمن إلى أن غياب دور نقابة الصحافيين شَجّع المجموعة على تطوير أنشطة المؤسسة وتكثيفها في العديد من الأنشطة الإعلامية والاجتماعية والسياسية، وينتمي إليها الآن ما يزيد عن 290 صحافية من قطاع غزة والضفة الغربية، مؤكدةً أنها وخلال أنشطتها تسعى إلى إذابة الفروق بين شطري الوطن، والتي تَسبّب بها الانقسام الفلسطيني.
وتشير عبد الرحمن إلى أن غياب دور نقابة الصحافيين شَجّع المجموعة على تطوير أنشطة المؤسسة وتكثيفها في العديد من الأنشطة الإعلامية والاجتماعية والسياسية، وينتمي إليها الآن ما يزيد عن 290 صحافية من قطاع غزة والضفة الغربية، مؤكدةً أنها وخلال أنشطتها تسعى إلى إذابة الفروق بين شطري الوطن، والتي تَسبّب بها الانقسام الفلسطيني.
وتشدد على أن دور الإعلاميات لا يقتصر على قضايا النساء فقط، بل تعدى ذلك بمراحل، من خلال إشراكها في مناقشة مجمل القضايا الوطنية الفلسطينية، موضحة في الوقت ذاته أن عضوية المؤسسة تقتصر على النساء فقط، ومن الممكن أن يستفيد الصحافيون الرجال من غالبية الأنشطة التي تنظمها المؤسسة.
وتضم مؤسسة فلسطينيات عدداً من الأنشطة والزوايا التي تركز على دور المرأة، أبرزها "نادي المناظرة"، و"نادي الإعلاميات"، إضافة إلى قسم إعداد البرامج التي تعدها وتقدمها وتقوم بتنفيذ تفاصيلها إعلاميات نساء، وتُعرض فيما بعد على عدد من القنوات الفضائية والإذاعات، بهدف التأكيد على أن الإعلامية الفلسطينية قادرة على صياغة برامج من ألفها إلى يائها.
الإعلامية روزان المدهون تعمل في إخراج الأفلام، ترى أن انضمامها لمؤسسة "فلسطينيات" شكل لديها نقلة نوعية، خصوصاً أنها حاضنة لعدد كبير من الزميلات الصحافيات اللواتي أثبتن قدرتهن من خلال مختلف البرامج على العطاء والتميز والتغلب على الظروف القاهرة.
وتشير المدهون في حديث لـ"العربي الجديد" إلى أن ما يميز المؤسسة أنها لا تعمل فيما يخص المرأة فقط، بل تخوض في مختلف القضايا السياسية والمجتمعية والثقافية، علاوة على كونها مؤسسة مستقلة، لا سقف فيها للحريات، وتضيف: "نحن أمام تحد، وقادرات على إبراز أفكارنا وإظهارها للجميع".
وتوافقها الرأي الصحافية سهير الخراز التي ترى أن دور المؤسسة جديد ومتميز عن المؤسسات الإعلامية، وتحاول تغيير الصورة النمطية المرتبطة بالمرأة، والتي تصورها دائماً على أنها المظلومة والمضطهدة والضعيفة، دون التركيز على مناطق القوة والإبداع لديها.
وتوضح لـ"العربي الجديد" أن وجود مؤسسة داعمة وحاضنة للإعلاميات الفلسطينيات، يساهم بشكل كبير في دفعهن لتحقيق ذواتهن، وفي إبراز كفاءات وقيادات نسوية قادرة على نقاش مختلف القضايا عبر وسائل الإعلام التي تقتصر في استضافتها على الذكور، وتهمش دور المرأة بشكل واضح.