بدأت شركة "فيسبوك" بعملية دمج أنظمة الدردشة على تطبيقاتها الشهيرة، "إنستغرام" و"ماسينجر". وكشف موقع "ذا فيرج" التقني أنّ محررين لديه لاحظوا تحديثات مساء الجمعة في تطبيق الدردشة الخاص بإنستغرام، مع قائمة ميزات جديدة ورموز تعبيرية، والدردشة مع الأصدقاء الذين يستخدمون "فيسبوك".
وبمجرّد التحديث، يتم استبدال رمز الرسائل المباشرة "دايركت" بشعار "ماسينجر". وتتبدل الدردشات على "إنستغرام" لتصبح أكثر تلويناً وتتمايل ألوان الرسائل بين الأزرق والأرجواني. مع ذلك، لا يزال التواصل المباشر مع مستخدمي "فيسبوك" من داخل "إنستغرام" غير متاح.
لكنّ هذا التحديث يشير إلى قرب الإعلان عن الدمج الذي تعود فكرته إلى عامين، وتأخر إطلاقه، إذ كان مرتقباً في بداية العام 2020 الحالي. وبدأت خطط "فيسبوك" للدمج قبل عامين، بعدما قرر المدير التنفيذي لـ"فيسبوك" مارك زوكربيرغ دمج جميع تطبيقات التراسل التي يملكها في منصّة واحدة، وتتضمن إلى جانب ماسينجر وإنستغرام تطبيق "واتساب"، فيما وُصف بأنه تحرك نحو "قابلية التشغيل البيني"، ما أثار جدلاً واسعاً حينها.
من خلال دمج تطبيقاته الأكثر شيوعاً، قد يتمكّن "فيسبوك" من المنافسة بشكل مباشر مع iMessage من "آبل". وكشفت صحيفة "نيويورك تايمز" الأميركية، في يناير/ كانون الثاني 2019 عن هذه الخطوة، موضحةً أنها تتطلب تعاون آلاف الموظفين في إعادة تشكيل آلية عمل "واتساب" و"ماسينجر" و"إنستغرام" من الصفر. ونقلت الصحيفة عن مصادر مطلعة على العملية قولها إن التطبيقات الثلاثة ستواصل عملها باستقلالية، لكن ستوحّد بنيتها التحتية الأساسية.
وتسبّب هذا القرار آنذاك في توتر داخل الشركة، حيث يجادل المعارضون بأن المنتجات المنفصلة تزدهر لأنها غير مرتبطة مباشرةً بـ"فيسبوك"، وخصوصاً بعدما واجهت أكبر شبكة اجتماعية في العالم انتقادات حادّة تتعلق بالخصوصية والتجسس على البيانات.
ونقلت وكالة "بلومبيرغ" الأميركية عن مصادر في أغسطس/ آب من العام الماضي قولها إن زوكربيرغ يرى أن خدمتي "واتساب" و"إنستغرام" قد استفادتا من موارد "فيسبوك" لتطوير علاماتيهما التجارية المستقلة، لذا حان الوقت لهما لرد الجميل إلى الشركة الأم.
واستحوذ "فيسبوك" على "إنستغرام" مقابل مليار دولار في عام 2012، واشترى "واتساب" في عام 2014 مقابل 19 مليار دولار. وتناقصت استقلالية "واتساب" و"إنستغرام" أكثر في السنوات الأخيرة، إذ بات يقدم مسؤولو هذه المنصات تقارير مباشرة لزوكربيرغ، كما تم تغيير العلامة التجارية الخارجية للتطبيقين بإضافة اسم "فيسبوك" إليهما.
وتسببت هذه التغييرات في مغادرة مؤسسي "إنستغرام"، كيفين سيستروم ومايك كريغر، الشركة، وسط إحباط من سيطرة زوكربيرغ. وخرج مؤسسو "واتساب" أيضاً بعد اشتباكهم مع المدير التنفيذي بشأن خطط لوضع إعلانات داخل التطبيق الأخضر، وهو أمر عارضه المؤسسون بشدة.