استمع إلى الملخص
- يعتمد دونالد ترامب على دعم شخصيات مؤثرة مثل إيلون ماسك و"50 سنت" ومايك تايسون، مما يعزز صورته بين المهتمين بالاقتصاد والتكنولوجيا والرياضة.
- رغم تأثير دعم المشاهير، يحذر الخبراء من "تسطيح" النقاشات السياسية، مؤكدين أن الناخبين يظلون العامل الحاسم في تحديد مسار الانتخابات.
مع اقتراب الانتخابات الأميركية لعام 2024، يزداد تأثير المشاهير على الساحة السياسية بشكل كبير. بفضل مواقع التواصل الاجتماعي وظهور الثقافة الشعبية محركاً مؤثراً للرأي العام، أصبح تأييد النجوم أداة فعالة لتوجيه الرأي العام، لا سيما بين الفئات الشبابية. هذه الظاهرة جزء من تطور أوسع في المجال السياسي، حيث لم يعد الناخبون يعتمدون فقط على الأخبار أو المناظرات السياسية، بل ينظرون إلى الأصوات الموثوقة في حياتهم اليومية، بما في ذلك الشخصيات الشهيرة التي يتابعونها.
داعمون لهاريس في الانتخابات الأميركية
تايلور سويفت، المغنية الشهيرة الحاصلة على العديد من الجوائز، واحدة من أهم الأصوات التي تدعم حملة المرشحة الديمقراطية كامالا هاريس. سويفت ليست غريبة عن المشاركة السياسية، ففي انتخابات التجديد النصفي لعام 2018، أثبتت أن تأثيرها يتجاوز الموسيقى، عندما بدأت حملة عبر وسائل التواصل الاجتماعي لتشجيع الشباب على التسجيل للتصويت، ما أدى إلى تسجيل عشرات الآلاف من الناخبين الجدد في غضون ساعات. وفي هذه الانتخابات، وصفت هاريس بأنها "قائدة موهوبة ذات يد ثابتة"، قادرة على قيادة البلاد "بهدوء وليس بفوضى".
بيلي أيليش، المغنية الشهيرة، هي الأخرى من بين داعمي هاريس، وقد طالبت معجبيها بالتصويت للمرشحة الديمقراطية، قائلة: "صوتوا وكأن حياتكم تعتمد على ذلك، لأن هذا هو الواقع"، مما يعكس حجم التأثير الكبير الذي تتمتع به في الأوساط الشبابية. كذلك، انضم ليبرون جيمس، نجم كرة السلة العالمي، إلى قائمة الداعمين. جيمس، الذي سبق له دعم حملة جو بايدن وكامالا هاريس في انتخابات 2020، رمز مهم للأقليات العرقية، وقد استخدم شهرته للترويج لقضايا العدالة الاجتماعية والسياسية، مما يجعله لاعباً رئيسياً في حشد الناخبين السود والشباب، وهي فئة تعتبر حاسمة في تحديد نتيجة الانتخابات الأميركية عادة.
ويضاف إلى هذه القائمة، بيونسيه، التي ظهرت في مهرجان انتخابي لهاريس في هيوستن، ودعت إلى التصويت للمرشحة الديمقراطية.
دونالد ترامب: تحالف معقد
على الجهة الأخرى، يعتمد الرئيس السابق دونالد ترامب على دعم شخصيات مؤثرة من عالم الأعمال والتكنولوجيا، مثل إيلون ماسك. الملياردير الأميركي، المعروف بإدارته لشركات مثل "تسلا" و"سبيس إكس"، أصبح أكثر انخراطاً في السياسة الأميركية في السنوات الأخيرة، خصوصاً بعد استحواذه على منصة "تويتر" (التي أصبحت الآن تُسمى إكس). ماسك، الذي ظهر في تجمع لترامب في بنسلفانيا لأول مرة في أكتوبر/تشرين الأول الماضي، يُسهم في تقديم صورة إيجابية للرئيس السابق بين شرائح الناخبين التي تهتم بالاقتصاد والتكنولوجيا، رغم تردده في الإعلان عن دعمه الصريح.
أيضًا، مغني الراب "50 سنت" من أكثر الداعمين تأثيراً لترامب، رغم عدم إفصاحه عن هذا الدعم بشكل مباشر أو واضح، إذ تصدّر قائمة البحث بين الناخبين في الولايات المتأرجحة، وهو أمر أظهرته دراسة أجرتها AceOdds التي تعتمد على حجم البحث وعدد المتابعين على وسائل التواصل الاجتماعي. إلى جانب "50 سنت"، يأتي مايك تايسون، بطل الملاكمة الأسطوري، من أبرز الداعمين، مما يساعد في حشد الأصوات المتنوعة لترامب، من خلال استهداف جمهور واسع من الشباب وعشاق الرياضة.
تأثير دعم المشاهير
وفقًا لدراسة أُجريت في جامعة هارفارد، يمكن أن يكون لدعم المشاهير تأثير كبير على السلوك الانتخابي، خاصة بين الشباب الذين يعتبرون المشاهير قدوة لهم. ووجدت الدراسة أن حملات تسجيل الناخبين التي يديرها المشاهير تحقق نجاحاً كبيراً في جذب الناخبين الجدد. فعلى سبيل المثال، عندما دعت تايلور سويفت متابعيها إلى التسجيل للتصويت في 2018، سجل أكثر من 65 ألف شخص جديد للتصويت خلال 24 ساعة فقط.
بالإضافة إلى ذلك، أشارت دراسة من AceOdds إلى أن تايلور سويفت وبيلي أيليش تتصدران قائمة دعم هاريس، حيث حصلتا على عدد كبير من عمليات البحث بين الناخبين في الولايات المتأرجحة، وهو ما يساهم في زيادة شعبية هاريس، لا سيما بين الشباب والمناطق الحضرية. في المقابل، أظهرت الدراسة أن "50 سنت" وإيلون ماسك هما من بين الأكثر تأثيراً في دعم ترامب، مما يساعده على الوصول إلى جمهور واسع من مختلف الشرائح السكانية.
الجانب السلبي للتأثير
مع ذلك، يشير بعض الخبراء إلى أن الاعتماد الكبير على دعم المشاهير قد يكون سيفاً ذا حدين. فرغم أن هذه الشخصيات يمكنها حشد الجماهير وزيادة المشاركة، إلا أن البعض يرون أن تأثيرهم قد يؤدي إلى "تسطيح" النقاشات السياسية وتحويلها إلى مواجهات إعلامية تتجاهل القضايا الجوهرية. بالإضافة إلى ذلك، قد يكون هناك تحيز نحو التركيز على الشخصيات الشهيرة أكثر من التركيز على السياسات الفعلية والبرامج الانتخابية.
هل يحسم المشاهير الانتخابات الأميركية؟
في نهاية المطاف، تبقى الانتخابات الأميركية ساحة تتشابك فيها السياسة والإعلام بشكل غير مسبوق. ومع تزايد الاعتماد على دعم المشاهير، تبرز التساؤلات حول ما إذا كانت هذه الشخصيات ستتمكن فعلاً من تغيير نتائج الانتخابات، أو إذا كانت ستظل مجرد "أصوات مؤثرة" في السياق العام. سواء كانت تايلور سويفت تدعم كامالا هاريس أو إيلون ماسك يدعم ترامب، يبقى الناخبون في نهاية الأمر هم العامل الحاسم في تقرير مسار الانتخابات المقبلة.