تشارك شركة "فيسبوك"، البيانات الخاصة بمستخدميها مع شركات أخرى، على نطاق يتجاوز ما اعترف به علناً، وفقاً لوثائق داخلية سُرّبت، واطلعت عليها صحيفة "نيويورك تايمز" الأميركية.
ووجدت "نيويورك تايمز" أن الشبكة الاجتماعية منحت أكثر من 150 شركة خارجية إمكانية الوصول إلى التفاصيل الشخصية، مثل عناوين البريد الإلكتروني ومحتويات الرسائل الخاصة.
وأشارت الصحيفة إلى أن "فيسبوك" أعطت هذا المنفذ إلى الشركات من دون موافقة المستخدمين في بعض الحالات، وفي حالات أخرى اتبعت طرقا زعمت أنها لن تسمح بها، بعد فضيحة شركة الاستشارات السياسية "كامبريدج أناليتكا".
ومن بين الشركات التي حصلت على معلومات مستخدمي "فيسبوك"، برز "ياندكس"، وهو محرك بحث روسي اتهمه جهاز الأمن في أوكرانيا بمشاركة بيانات مستخدميه مع الحكومة الروسية.
وأشار تقرير "نيويورك تايمز" إلى أن "فيسبوك" واصلت الممارسات نفسها التي أدت إلى فضيحة "كامبريدج أناليتكا". كما كشف عن شركات عدة استفادت من بيانات "فيسبوك"، علماً أنها انتقدتها علناً لفشلها في حماية خصوصية المستخدمين.
وابتداءً من عام 2017، زعمت الصحيفة الأميركية أن "فيسبوك" تسمح لمحرك بحث شركة "مايكروسوفت" (بينغ) بمشاهدة أسماء أصدقاء المستخدمين من دون موافقتهم، وتسمح لمنصتي "نتفليكس" و"سبوتيفاي" بقراءة وكتابة وحذف رسائل المستخدمين الخاصة.
كما تتيح لشركات "سوني" و"مايكروسوفت" و"أمازون"، الحصول على عناوين البريد الإلكتروني من جميع أصدقاء المستخدمين، حتى إذا لم يوافق الأصدقاء أنفسهم على مشاركتها، وهو شكل من أشكال الوصول التي قالت "فيسبوك" إنها منعتها منذ عام 2014.
وسُمح لشركة "آبل" التي انتقد رئيسها التنفيذي تيم كوك، مراراً، الشركات التي "تخزّن بيانات شخصية"، بالوصول إلى أرقام الاتصال لمستخدمي "فيسبوك" الذين عطلوا عمليات المشاركة مع الكيانات الخارجية كلها.
وطلبت الشركات التي وقّعت اتفاقيات مع "فيسبوك" بيانات من مئات الملايين من المستخدمين شهرياً، وبعض الصفقات لا تزال سارية.
لكن العديد من الميزات التي صممت الاتفاقيات لدعمها قد توقفت منذ سنوات، وادعت شركات عدة أنها لم تكن تعرف أن لديها إمكانية الوصول إلى مثل هذه البيانات، مما يثير مزيداً من الشكوك.
وفي رده على المزاعم، قال مدير الخصوصية في "فيسبوك"، ستيف ساترفيلد، إن "شركاء فيسبوك لا يتجاهلون إعدادات الخصوصية الخاصة بالمستخدمين، ومن الخطأ الإشارة إلى أنهم يفعلون ذلك".