جمع مبادرون شباب مجموعة من الصور الفوتوغرافية واللوحات الفنية التي ترمز لمدينة غزة العتيقة وآثارها ومقدساتها وبيوتها القديمة، داخل معرض عنوانه "كان يا مكان"، لتسليط الضوء على ما تزخر به المدينة القديمة من أماكن أثرية، وضمن رسالة الحفاظ على أصالة الماضي.
"خيوط الأثواب الملونة، لحن الأغنيات، أمثال الجدّات، عبق الأزقة، أعمدة المباني... تراثنا دليل على أحقية وجودنا في هذه الأرض، إن لم نحافظ على أصالة ماضينا، فإننا لا نستحق المستقبل"؛ هذه كانت رسالة المعرض الذي دعت إليه بلدية غزة، بالتعاون مع فريق "أثر" الشبابي و"مركز إيوان للتراث"، ونظمته، اليوم الثلاثاء، في "قرية الفنون والحرف" في مدينة غزة.
وداخل المعرض، علقت صورٌ أثرية لبيت الجعفراوي الذي يعود بناؤه إلى الفترة العثمانية، وهو داخل زقاق متفرع من شارع فهمي بك الحسيني، شرق مدينة غزة، بالإضافة إلى بيت "الغلاييني" الذي يقع في حي الزيتون في البلدة القديمة لمدينة غزة، الغني بالعناصر المعمارية التقليدية القديمة.
"سباط العلمي" يعتبر أحد أهم المعالم التاريخية والأثرية في حي الدرج، ضمن أحياء البلدة القديمة في غزة، ويمتاز بالطابع الإسلامي للعمارة خلال فترة الحكم العثماني، ويعمل على إرخاء الظلال على المارين بالأزقة المجاورة صيفاً، ويفصل بين الحارات في البلدة القديمة.
وعرضت صور لكنيسة القديس بيرفيريوس التي تقع في حي الزيتون ولا تزال تستخدم ككنيسة للصلاة من الجالية المسيحية في مدينة غزة، ويلاصقها جامع "كاتب ولاية" الذي بني في أيام حكم السلطان الناصر محمد بن قلاوون.
وعلق داخل المعرض عدد من اللوحات الفنية التي رُسمت بالألوان المائية، تظهر صوراً لمجموعة من المعالم الأثرية والبيوت القديمة في مدينة غزة، ضمن ذات الأهداف التي يسعى القائمون على المبادرة إيصالها إلى الكل الفلسطيني بضرورة الحفاظ على أصالة التراث والتاريخ.
وقال المشارك في المعرض، محمد جرادة، لـ "العربي الجديد"، إن "المبادرة تهدف إلى زيادة الوعي لدى المجتمع المحلي بأهمية التراث وقيمته، فمن ليس له ماض لا حاضر له. نريد إحياء هذه الأماكن الأثرية في نفوس الفلسطينيين، رغم الظروف السيئة التي نمر بها في غزة".
وأوضح منسق المعرض، محمد نعيم، أن الكثيرين حاولوا طمس هذا التاريخ وهذه الحضارة لمدينة غزة عبر العصور، إلا أن مثل هذه المبادرات من شأنها تعزيز قيمة هذه الأماكن لدى الفلسطينيين، وإبراز دورهم في الحفاظ عليها من محاولات الطمس التي قد تتعرض لها.