"كروم" و"فايرفوكس"... أيّهما الأكثر تجسساً؟

تكشف الاختبارات الخاصة بمتصفّحي "كروم" مقابل "فايرفوكس" عن استغلال غير معقول لبيانات المستخدمين. وخلال أسبوع واحد من التصفح، اكتشف الخبير التكنولوجي جيفري فاولر، 11.189 طلب تعقب من ملفات تعريف الارتباط "الكوكيز".

وتستخدم المتصفحات الكوكيز من أجل بناء بروفايل عن اهتمامات المستخدم ودخله وشخصيته. وكانت "غوغل" ترحب بالملاحقة حتى بالنسبة للمواقع التي تظنون أنها تدعم الخصوصية، يقول فاولر في مقال بصحيفة "واشنطن بوست".

وتستغل "غوغل" نشاط المستخدم في الويب لاستهدافه بالإعلانات. وإذا كان يمتلك هاتف "أندرويد" فـ"كروم" يرسل أيضاً موقعه في كل مرة يُجري فيها عملية بحث. وحتى إذا قام بإيقاف تشغيل مشاركة الموقع، فلا يزال يرسل إحداثياته ولو بدقة أقل.

و"فايرفوكس" ليس مثالياً، إذ يسمح بالبحث عبر "غوغل"، ما يسمح بالتتبعات الأخرى. لكنه لا يشارك بيانات التصفح مع الشركة الأم "موزيلا"، لأنها لا تعمل في مجال جمع البيانات.
وجمع البيانات ليس فقط مزعجاً وتعدياً على الخصوصية، بل كذلك إن تُرك أي شخص يجمع هذه البيانات يجعلها جاهزة للإساءة من قبل المتسللين والجواسيس والقراصنة.

وفي عام 2015، أطلقت "موزيلا" إصداراً من "فايرفوكس" تضمّن تقنية مكافحة التتبع تم تشغيلها فقط في وضع التصفح "الخاص". بعد سنوات من الاختبار والتبديل، تم تنشيطها هذا الشهر على جميع مواقع الويب.

ولا تتعلق التقنية بحظر الإعلانات فهي ما زالت تظهر، لكن "فايرفوكس" يقوم بدلاً من ذلك بتحليل الكوكيز لتحديد أي منها يقوم بوظائف مهمة للاحتفاظ به، وأي منها يتجسس ليتم حظره.
كما شرع متصفح "سفاري" من "آبل" في تطبيق "الحماية الذكية من التتبع" عبر ملفات تعريف الارتباط في عام 2017، باستخدام خوارزمية خاصة لتحديد السيئ منها.

في المقابل، لا يزال "كروم" مفتوحاً أمام جميع ملفات تعريف الارتباط أوتوماتيكياً. في الشهر الماضي، أعلنت "غوغل" عن بذل جهد جديد لإجبار ملفات تعريف الارتباط للجهات الخارجية على تحديد هويتها بشكل أفضل، لكن الخبير يرى أن الشركة هي صانع ملفات تعريف الارتباط رقم واحد، ومن الصعب تخيل الشركة وهي تتخلى عن مصدر ربحها.

لهذا ينصح الخبير باستخدام "فايرفوكس"، كما أن "سفاري" خيار جيد لمستخدمي أجهزة "آبل"، وكذلك الشأن بالنسبة للمتصفح المتخصص "برايف".

والانتقال إلى "فايرفوكس" سهل ومجاني، ونسخة "كوانتوم" من المتصفح سريعة، ويمكن نقل الروابط المسجلة، وتغيير كلمات المرور سهل إذا كان المستخدم يعتمد على مدير كلمات المرور.