شهد العراق خلال السنوات القليلة الماضية تنظيم معارض كتب محلية تهدف إلى التشجيع على القراءة، من خلال توفير إصدارات حديثة ومتنوّعة في مختلف الحقول المعرفية والإبداعية مجاناً أو بأسعار متاحة للجميع، بالنظر إلى ارتفاع أثمان الكتاب والمطبوعات.
تركّزت معظم هذه المبادرات في العاصمة، واتخذت جميعها الطريقة ذاتها بالتجمع ليوم واحد في إحدى الحدائق أو الساحات العامة، وعرض الإصدارات التي تمّ جمعها عبر التبرعات عادة وإقامة ندوات وأنشطة قراءة جماعية.
من بين تلك التظاهرات "مهرجان الأعظمية للقراءة" و"أنا عراقي.. أنا أقرأ" الذي توّجه نحو المحافظات في دورته الأخيرة، و"نقرأ لنحيا" في مدينة أربيل، إلى جانب تظاهرات مماثلة تشهدها العديد من الجامعات العراقية.
في هذا السياق، تنطلق اليوم فعاليات الدورة الأولى من مهرجان "للعراق نقرأ" التي تنظّم في منتزه الزوراء في بغدد بالقرب من نصب إنقاذ الثقافة العراقية، بالتزامن مع اليوم العالمي للقراءة الذي تحتفل به اليوم "اليونسكو" في الثالث والعشرين من نيسان/ أبريل من كلّ عام.
التظاهرة، التي يطلقها "ائتلاف منظمات المجتمع المدني الثقافية"، أوضحت في بيانها الصحافي أنها ستشهد عدّة فعاليات حول موضوع القراءة، إضافة إلى تنظيم مسابقات للقراء ومعارض للفن التشكيلي، وأن الكتب المعروضة تشتمل على عناوين ثقافية وعلمية وتاريخية وفكرية ودينية وإصدارات مخصّصة للأطفال.
يتضمّن البرنامج ورشة يقدّمها الباحث والأركيولوجي عامر عبد الرزاق الزبيدي بعنوان "القراءة الآثارية ودورها في تعزيز الهوية والانتماء لجذور الأرض"، ومحاضرة بعنوان "القراءة منجم الرساليين" للباحث بهاء الموسوي، ومحاضرة حول "أثر القراءة في بناء عقل الطفل وشخصيته" للأكاديمي ضياء السلامي.
كما يُقام معرض فوتوغرافي للمصوّر سيف كريم بعنوان "عيون وكتب" يضمّ خمسة وعشرين عملاً تتنوّع موضوعاتها بين تسجيل الحياة اليومية وأحداث رياضية ومشاهد من الطبيعة وصور وجوه التقطها لأناس عاديين في أشغالهم وتجوالهم.